أطلقت جمعية نوميديا للثقافة، لبرج بوعريريج، التي يرأس فرقتها المخرج المسرحي حليم زدام مبادرة ثقافية جديدة متمثلة في "مقهى أدبي" سيشرف عليه الروائي عبد الرزاق بوكبة، ويرتقب أن تنطلق نشاطاته خلال الأيام القليلة القادمة. وقال عبد الرزاق بوكبة إنّ هذا "المقهى الأدبي" يهدف لأن يكون للكاتب والكتابة والكتاب صوت ينتصر لأسئلة الحياة والفنّ والجمال. وأوضح بوكبة في تصريح ل"الشروق" أنّ التفكير في تفعيل المشهد الثقافي والأدبي في عاصمة البيبان (البرج) شغله منذ عودته من العاصمة والإقامة بين أهله في ولايته الأم. وأكدّ في السياق أنّ همّه كان إطلاق مبادرات ثقافية رفقة الوجوه والواجهات الثقافية الجادة في الولاية، دون انتظار المؤسسات الرسمية في كل حركة يقومون بها، لأن ذلك يؤدي إلى الشلل والركود. وعن "المقهى الأدبي" أشار صاحب "يدان لثلاث بنات" إلى أنّ العمل سيتم على استقدام تجارب أدبية وازنة من خارج الجزائر وداخلها إلى مدينة البرج. ولفت إلى أنّه سيستعين بالمسرحيين والموسيقيين والتشكيليين والمصورين في تأثيث مناخات الجلسة، كما سيتولّى المقهى بحسب بوكبة استغلال ضيوفه في تنظيم ورشات تكوينية في مختلف الأجناس الأدبية يستفيد منها شباب وطلبة الولاية. وأوضح بوكبة الذي سبق له تنشيط "المقهى الثقافي" في اتحاد الكتاب الجزائريين والمقهيين الأدبي والفلسفي في المكتبة الوطنية الجزائرية وفضاء صدى الأقلام بالمسرح الوطني ثم في مؤسسة فنون وثقافة، وقدّم برامج ثقافية في الإذاعة والتلفزيون، أنّ جهات ثقافية واقتصادية خاصة، مثل "دار الجزائر تقرأ"، أبدت استعدادها لدعم المقهى ورعايته ماديا. واعتبر أنّ القائمين على هذا الموعد سيرحبون بكل دعم بعيدا عن الاستقطاب الحزبي والسياسي، لكونه مشروع ثقافي صرف هدفه أن يكون لولاية البرج فضاء أدبيا مشعا وطنيا وإقليميا. وبدوره، قال المخرج المسرحي حليم زدام إن "جمعية نوميديا الثقافية" التي أطلقت مشروعها "نوميديا تياتر"، ارتأت أن تطلق مشروعا أدبيا واعدا تحت مسمى "‘نوميديا أدب" حتى تتكامل الفنون وتنتج حراكا ثقافيا حقيقيا بالولاية التي ما تزال بحاجة إلى هكذا مبادرات بحسب صاحب مسرحية "نستناو في الحيط" التي حازت على 5 جوائز وطنية. وأشار زدام في حديثه ل"الشروق" إنّ "نوميديا أدب" سيتفادى ما وصفه ب"الأمراض" التي تنخر جسد الساحة الثقافية ويقترح نفسه فضاء للجماليات والحوار الثقافي المسؤول.