هي "سحارة" السينما والشاشة العربية.. تتميز بوجه فرعوني.. شقاوة الأطفال تشع من عينيها.. إنسانة بسيطة، تتمتع بروح منطلقة، إلا أن ذلك لم يكتشف على الشاشة من خلال أدوارها المتميزة. يسرا.. ترى أن الحب لا ينتهي.. راضية بأدوارها التي تحمل تأثيرا دراميا… عطاؤها الفني مستمر. عرفها الجمهور من خلال عدة أعمال، تلفزيونية منها وسينمائية، وأغلبها كانت برفقة عادل إمام، التي كانت بالنسبة إليها انطلاقة قوية، سجلت لها بتاريخ الفن السابع… دائما تحرص على أن تقدّم في أعمالها شيئا هادفا، يخدم مجتمعها، ويناقش مشكلاته.. ونحن في حوارنا الخاص معها، نتحدث عن مسلسلها الجديد "دهب عيرة"، كما نتحدث معها عن معاناة الشعوب في مواجهة فيروس كورونا، وأشياء كثيرة في حوارنا الخاص جدا معها. دوري مختلف بمسلسل "دهب عيرة" والفن رسالة سنسأل عنها عند الحساب تعودين بمسلسل "دهب عيرة" بعد غياب.. ما سبب التباعد؟ أشارك على فترات متباعدة، لأنني لم أجد ما يجذبني إلى العمل، وأنا لا أريد أن أعمل لكي أكون موجودة على الشاشة فقط، فيجب أن يكون العمل مؤثرا فيّ، ويؤثر في الجمهور أيضا، ويكون له رسالة هادفة تفيد الجمهور والمجتمع المصري، والعربي بشكل عام، لأن الفن رسالة سنسأل عنها عند الحساب. وهناك أدوار تسعى إليّ، وأدوار أخرى أنا الذي أسعى إليها. عمَّ تدور أحداث العمل المنتظر؟ المسلسل تشويقي اجتماعي، يتضمن مسحة كوميدية، ويخدم ذلك وجود فنان كوميدي، مثل بيومي فؤاد، رغم أن دوره ليس كوميديا مطلقا، لكن يحتوي على مشاهد مضحكة متباعدة. كما أن دوري مختلف، وسيتفاجأ من خلاله الجمهور، وذلك في إطار العمل الذي حرصنا على أن يكون جديدًا ومختلفًا، ويليق بالمشاهد العربي، لخلوه من أي لفظ أو مشهد جارح، وملاءمته لجميع الفئات. ما سبب تغيير اسمه من «قارئة الفنجان» إلى «دهب عيرة»؟ فى بداية الأمر، أطلقنا على المسلسل «دهب عيرة»، ثم اقترحنا اسم «قارئة الفنجان»، بسبب الأحداث التي يعبر عنها هذا الاسم. لكن، وجدنا أن هناك رواية تحمل نفس العنوان، كما أن هذا العنوان يتعارض مع حقوق الملكية لأغنية المطرب الراحل عبدالحليم حافظ، فاضطررنا إلى العودة إلى اسم «دهب عيرة» بشكل نهائي. هل تهتم يسرا بمن معها في السباق الرمضاني من النجمات والنجوم؟ لا أهتم أبدا. وصدقني، لا أعرف من الزملاء الذين لهم أعمال في رمضان.. أنا أركز على نفسي فقط، وفي عملي الذي أقدمه. من يهتم بالآخرين سيفقد تركيزه ويشعر بالقلق دائما، وسيؤثر ذلك بالسلب على عمله. هل تتابعين أعمال الزملاء بعد رمضان والانتهاء من التصوير؟ أتابع أعمال زملائي بعد رمضان، وأفرح لنجاحهم وأقوم بتهنئتهم، وأحياناً كثيرة أتابع عملي بعد رمضان، لعدم تمكني من مشاهدته بسبب التصوير. عانيت من سرطان الدم وكانت الصدمة.. وفيروس كورونا ابتلاء من الله عز وجل كيف هي يسرا مع الحجر المنزلي؟ في الحقيقة، هذا ابتلاء من الله لنا، ويجب علينا أن نتعظ، فأنا أقوم بتأدية الصلوات والدعاء وقراءة القرآن، وهناك العديد من الشباب لا يفعلون هذا، ويستمتعون بوقتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. فيجب علينا أن نقترب من الله أكثر، لكي نتخطى تلك المحنة الصعبة، ونجلس في المنزل لحماية أهلنا وبلدنا، والخروج فقط للضرورة القصوى. ما رأيك في قرارات الدول للحد من تفشي كورونا؟ قرارات جيدة تمامًا، فلأول مرة، أجد الدول مهتمة إلى هذا الحد بما فيهم بلدي مصر، والقرارات الصارمة التي اتخذتها هي التي جعلتنا نستطيع السيطرة على هذا المرض، مع اختلاف عدد كبير من الجمهور مع وزارة الصحة، ولكن الوزيرة قامت بواجبها. وأوجه الشكر إلى الجيش الأبيض على مجهودهم. سبق أن عشت فترة كانت من أصعب فترات حياتك بسبب تشخيص طبي؟ كنت حينها في عز شهرتي ونجوميتي، وسألت الأطباء ما إذا كانوا متأكدين من التشخيص أم لا، في ما يخص إصابتي بسرطان الدم؟.. وظللت لمدة 3 أشهر أعاني من الرعب، أنني من الممكن أن أكون مصابة بهذا المرض، ولم أخبر أحدا في ذلك الوقت بأنني مصابة بالسرطان. ما تفكيرك وقتها؟ كنت أفكر في أمر واحد.. ماذا سيفعل الإنسان إذا عرف موعد موته؟.. وحينها أدركت الكثير من النعم التي أعطانا الله إياها.. واعتدنا على وجودها، مثل الصحة. والحمد الله، ظهرت النتيجة سلبية، وكانت صدمة بالنسبة إلي. ولهذا، يجب أن نستوعب دائما أن ما نعيشه في حياتنا من عتبات، هو اختبار من الله عز وجل. الشيخوخة والشهرة كلها إلى زوال والدين بداخل الإنسان وليس بمظهره الخارجي هل هناك ما يقلق يسرا الآن؟ طبعا. الفنّان في حالة مستمرة من القلق، بمعنى أنه يريد أن يرضي جمهوره الذي ينتظر منه كل جديد وجميل من الأعمال الفنّيّة الراقية، وهذا ما يجعلني في حالة قلق، بحثا عن أعمال من هذه النوعيّة، والمسألة ليست سهلة، ولكنني لست من النوع الذي ييأس، لذلك أبذل كل جهدي حتى أجد ما يرضيني ويرضي الجمهور. من أي شيء تخاف يسرا: من الشيخوخة أم سحب بساط الشهرة عنها أم فراق إنسان عزيز عليها؟ بعد فراق والدتي- رحمة الله عليها- دائما أقول: الله- عز وجل- مصدر الأمان في حياتي، وليس الخوف. لذلك، أسعى دائما إلى رضائه والاقتراب منه، حتى أشعر بالأمان والطمأنينة في حياتي. ولهذا، فالشيخوخة والشهرة والموت- كما قلت- كلها إلى زوال. متى تعتزل يسرا؟ الاعتزال.. تقصد: حجاب واعتكاف؟… أغلبهم خاضوا هذه التجربة، وبعدها عادوا إلى الساحة الفنية بجراءة، وكأنهم كانوا مكفوفين، وليس معتزلين. فمن هنا يتأكد لي أن الإيمان والدين بداخل الإنسان، وليس بمظهره الخارجي. لن أعتزل أبداً، ولكن لو عرض عليّ دور لا يناسب مكانتي الفنية فلن أقبله، وسأنتظر حتى يأتي الدور الذي يناسبني. هل مازالت يسرا تطبق نصائح جيل العمالقة إليها؟ طبعا، مازلت أطبق نصائح رشدي أباظة وفريد شوقي وفاتن حمامة وغيرهم من العمالقة. وهذا سبب احتفاظي بنجوميتي إلى الآن. ومن لا يطبق نصائح من قبله من الأجيال لا تستمر نجوميته. حياة الفهد خسرت قاعدة كبيرة في الوطن العربي بتصريحاتها الأخيرة في رأيك، هل يجب أن يرد الفنان على الإشاعات التي تطلق عليه؟ ليس كل الإشاعات، وإنما تلك التي تتعلق بسمعته وحياته الخاصة. هل أخلاقيات الفنان تكون من أسباب استمرار نجوميته؟ بالتأكيد. يجب أن أحترم نفسي وأحترم جمهوري، وأعمل حسابا لكل كلمة تخرج مني، وأن أكون متواضعة، لأن الغرور هو نهاية كل فنان. على ذكر الاحترام والتواضع، ما رأيك في تصريحات الفنانة حياة الفهد، حين طلبت من بلدها ترحيل العمالة الوافدة والمصابين بفيروس كورونا إلى بلدانهم أو أخذهم إلى صحراء؟ من طبعي لا أحب التكلم عن الغير، ولكن، في رأيي، ربما خوفها على بلدها من العدوى، جعلها تقول هذا، لكن انفعالها استفزني، لأنها كانت تتكلم بنوع من العنصرية وشيء من الكره.. كان من الممكن أن تقول كلاما بصيغة طيبة، تفهم الناس قصدها. هي بهذا التصرف خسرت قاعدة كبيرة في الوطن العربي، وأتمنّى أن تعود إلى صوابها، لا تعتذر، لكن تتمنّى الخير لكل الناس.. لقوله تعالى، بعد بسم الله الرحمان الرحيم: (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).. المفروض أن نكون يدا واحدة، ضد هذا الوباء. حققت الكثير من النجاحات على مدار عمرك الفني، فما هي خطواتك في المرحلة المقلبة؟ طموحي لا ينتهي، رغم أنني أعلم جيدا أنه لدي تاريخ فني كبير، لكن أريد أن أقدم أكثر وأكثر، ربنا أعطاني نعمة الفن، وهي أجمل هدية ربنا «أدهالي».. نعمة عظيمة ربنا يديمها علي. لماذا لا تحرص يسرا على الوجود بالمسلسل «من البداية حتى النهاية »، مثلما تفعل بعض نجمات الدراما؟ أنا شبعانة شهرة وفنا ونجاحا، وعاصرت عظماء الفن، مثل العندليب عبد الحليم حافظ، الذي سكنت في حي الزمالك فقط لأكون إلى جواره، وكان يسكن إلى جواري كمال الطويل وسعاد حسني ومصطفى وعلي أمين.. تعرفت على أساتذة، كنت محظوظة بأن أنجح وسطهم، خاصة أنهم كانوا من عمالقة الفن. ولكي تظهر وسطهم يجب أن تكون قويا.. لذلك، تعلمت منهم أن الفنان ليس بحجم دوره، ولكن بأهميته. وبعد كل ما حققته من نجاح، أدركت أن الجزء الكبير من دوري بات يتعلق بتقديم الشباب الموهوبين، وإتاحة الفرص لهم. السوشيال ميديا عدو لكل البشر.. وأعتبر نفسي امرأة في كل العصور ما رأيك في بعض الفنانين الذين يعرضون حياتهم الخاصة على «السوشيال ميديا» ومواقع التواصل الاجتماعي؟ كل واحد حر في حياته، لكن بالنسبة إلي، أرفض أن تنتهك خصوصياتي بهذه الطريقة. ف«السوشيال ميديا» عدو لكل البشر في كل شيء.. ما رأيك في نجومية ونضوج غادة عبد الرازق الفني الذي يزيد عاما بعد آخر؟ غادة مجتهدة، وتحب فنها جدا، وتحرص على تقديم أدوار مختلفة وجديدة، وهذا يضيف إلى نضج الفنان ونجوميته. ونفس الكلام ينطبق على نيللي كريم… ما رأيك في بعض الوسائل الإعلامية التي تنشر أجور الفنانين في رمضان؟ أولاً، الأجور التي تنشر غير حقيقية. والإعلام عندما ينشر هذه الأجور يضر بالفنان. فقيمة الفنان ليست بأجره، وإنما باحترامه لنفسه، بحيث يكون قدوة لجمهوره، مثلما صرحت لك به من قبل. ما العنوان الذي تضعه يسرا لحياتها؟ امرأة في كل العصور.