دخلت الفنانة آمال حيمر عالم التمثيل سنوات التسعينيات، من خلال العروض المسرحية عبر مختلف ولايات الوطن، متحدية الظروف الصعبة التي عاشتها الجزائر خلال العشرية السوداء، استطاعت آمال بآدائها المحترف وحضورها المتميز أن تكسب ثقة الجمهور وتحوز على إعجابه، حيث تملك في رصيدها الفني10 مسرحيات و 5 أفلام سينمائية ومجموعة ناجحة من المسلسلات، ولعل أهمها مسلسل " المكتوب " لبشير سلامي الذي عرض على الشاشة سنة 2001 بمشاركة الفنانة القديرة فريدة صابونجي ، بوعلام بناني وفاطمة بلحاج ، لتقدم بعدها أعمالا رائعة صنعت نجوميتها ، لكنها اختفت مؤخرا عن الساحة الفنية ما جعل " الجمهورية " تتصل بها قصد الاطمئنان عليها و معرفة جديدها ورأيها حول الكثير من المواضيع الفنية في الحوار التالي : الجمهورية : ما سبب غيابك عن الساحة الفنية مؤخرا ؟ آمال : في الحقيقة الغياب كان خارج إرادتي، لأنني أصبت بوعكة صحية ألزمتني المستشفى، رغم أنني تلقيت الكثير من الاقتراحات للمشاركة في أعمال درامية رمضانية، وكذا عرض مسرحي مستوحى من التراث ، لكنني اعتذرت عن الأدوار بسبب المرض، ما جعلني أغيب عن الساحة الفنية جزئيا، إضافة إلى هذا فغيابي متعلق أيضا بسياسة التقشف التي نجم عنها انخفاض في عدد الأعمال الفنية و العروض المسرحية ، والتي إن وُجدت فهي حكر على بعض الأسماء ونفس الوجوه، ما ولّد ظاهرة " الاحتكار الفني" . الجمهورىة : ما هو تقييمك لمستوى الأعمال الفنية الجزائرية ؟ آمال : أعتقد أن الكثير من الأعمال الفنية تفتقد للجودة والنوعية ، حيث أصبحنا نشاهد إنتاجات بدون روح ، باستثناء عدد قليل منها، اتسمت بالموضوعية والقبول، وهذا للأسف لم نشهده أبدا خلال السبعينات والثمانينات، وحتى التسعينات، عندما كانت هناك أعمال رائعة نجحت في استقطاب الجمهور و لفت انتباهه، حيث أن وجود فنانين كبار ساهم كثيرا في جودة الأفلام والمسلسلات، متأسفة في نفس الوقت لتهميش بعض القامات القديمة التي اختفت تماما عن الساحة . الجمهورية : حدثينا عن مشاركتك في مسلسل "حب في قفص الإتهام " ؟ آمال : المسلسل جمعني لأول مرة مع الممثل القدير محمد عجايمي الذي أحترمه كثيرا ، وقد أديت فيه دور " زينب " الأم الحنونة و المتفهمة، الحمد لله العمل الدرامي كان ناجحا، حيث أنه استطاع أن يكسب ثقة الجمهور ويحظى باهتمامه، كما حقق للتلفزيون الجزائري نسبة مشاهدة كبيرة خلال شهر رمضان الكريم . الجمهورية : ما هي في رأيك أسباب نجاح العمل الفني؟ آمال : لنجاح أي عمل فني لابد من إجراء تغييرات في الحوار و تقديمه بشكل جذاب ومثير للاهتمام، حتى لا يملّ المشاهد من الفيلم أو المسلسل ويجد متعته في تتبع العروض دون كلل، إضافة إلى قوة السيناريو وحضور صاحبه خلال عملية التصوير جنبا إلى جنب مع المخرج، حتى يتابع وينسق مع الطاقم تفاصيل الانجاز، على غرار مسلسل " حب في قفص الاتهام " الذي شهد حضور السيناريست معنا طوال فترة التصوير، وهذا أحد أسباب نجاح العمل الدرامي، دون أن أنسى بطبيعة الحال الإخراج و آداء الممثلين . الجمهورية : إذا عرضت عليك أدوار في أعمال أجنبية ، هل ستوافقين ؟ آمال : في الحقيقة لا أمانع في خوض تجربة التمثيل خارج الوطن، لكن بشروط معينة تتناسب مع شخصيتي وذات قيمة نوعية هادفة ، بمعنى أن يكون العمل جيدا وراقيا، أتعلم من خلاله ما أجهله في الفن، كما أنني أرفض المشاركة في أعمال تمس كرامة الوطن ومقوماته أو برموز الدولة، و أيضا تمسّ بشرفي، فأنا لا تهمّني الشهرة والنجومية بقدر أخذ الخبرة والاحتكاك بثقافات أخرى .. الجمهورية : ما هي الأسماء الفنية التي تطمحين للتمثيل معها ؟ آمال : في الواقع أحب الفنانين ككل، ولطالما حلمت أن أمثل مع الفنان الراحل أسطورة المسرح عبد القادر علولة، و أيضا الفنان القدير عثمان عريوات، ولعل أهم الوجوه التي تمنيت العمل معها هي من الجيل القديم، كيف لا ؟ ، وهي أسماء رفعت راية الفن عاليا، وتركت أعمالا خالدة سجلت من ذهب في التاريخ الفني الجزائري . الجمهورية : كلمة أخيرة ؟ آمال : أتمنى أن أستمر في مجال التمثيل و أنجح أكثر في البروز و إقناع الجمهور الذي أعده بأدوار مختلفة ومغايرة من شأنها أن تكسبني الخبرة أكثر، كما أطمح للإحتكاك بأوساط فنية أخرى أتعلم منها سواء في المسرح ،السينما أو التلفزيون.