تعيش عائلات الدويرة رقم "17" بحي محمد عداد الرميدي، بالقصبة السفلى، في العاصمة هاجس الخوف، الذي يلازمهم يوميا، منذ أزيد من نصف قرن من الزمن، ويزداد كلما استيقظوا على انهيار دويرات على رؤوس أصحابها ليلا أو نهارا، كانهيار عمارة من أربعة طوابق بمحاذاة مسجد "كتشاوة"، بحي علي تامقيلت، والتي تسببت في وفاة 5 أشخاص، بسبب الهشاشة التي تميزت بها المباني المشيّدة منذ العهد العثماني، وتماطل السلطات الولائية، في تعجيل ترحيل المتضررين، رغم سلسلة التقارير الدورية المرسلة من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي، لذات المصالح بغية إيجاد حل نهائي لملف الترحيل الخاص بالعائلات المتضررة. وأظهرت العائلات المتضرّرة، قلقها الكبير، تجاه تجاهل الوصايا لحيّهم، الذي تعاني دويراته القديمة، عديد التشققات، مؤكدين أنهم يقطنون هذه الدويرات منذ فترة الاستعمار الفرنسي، كحال العائلات الثورية "زاير وبوزيد ودابل"، التي كانت سكناتهم مخابئ للشهداء، بوعلام رحال، سعيد تواتي، محمد بلامين، وراضي حميدة، حيث زارت "الشروق" هذه الدويرات التي وقفت على معاناة هذه العائلات التي يزداد عدد أفرادها، فتجد ظاهرة عزوف الشباب عن الزواج واسعة، بسبب أزمة السكن. وكانت مصالح الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للبناء، تقول العائلات في تصريحها، قد زارت الحي الأسبوع المنصرم، بناء على تعليمات رئيس البلدية. فالحي الذي صنف في الخانة الحمراء، وسّع دائرة الخوف لديهم، من انهيار مفاجئ لدويراتهم، ما جعل هؤلاء يناشدون الوالي المنتدب للدائرة الإدارية لباب الوادي بالعاصمة، ورئيس المجلس الشعبي البلدي، عمر زطيلي، التدخل العاجل لإنقاذهم من كارثة سقوط أسقف وجدران البنايات في أي لحظة، كما حدث مؤخرا في القصبة أو بعض الأحياء في البلديات المجاورة. ولا يزال حلم العائلات بسكن لائق، مستمرا، رغم تتابع عمليات الترحيل التي شهدتها بلديات العاصمة، منذ منتصف 2014، حيث عاش السكان حياة صعبة وهيستيرية، انعكست على صحتهم النفسية، خوفا من الانهيار المفاجئ للبنايات التي يعيشون فيها، خاصة خلال فترة تساقط الأمطار، التي تؤثر بشكل كبير على أسقف وجدران الدويرات القديمة، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى تساقط الحجارة الكبيرة وسط بيوتهم أو ما يسميها سكان القصبة "وسط الدار". وكانت مصالح ولاية الجزائر، قد كشفت في فترة الوالي الأسبق عبد القادر زوخ، عن تحضير واستكمال عملية الترحيل رقم 25، وإعادة إسكان سكان القصبة، بما فيهم حي محمد عداد، الذي زارته مصالح الإحصاء التابعة للبلدية عديد المرات – حسب تصريح العائلات-، كما عرفت منذ 3 سنوات، عدة عمليات ترحيل استفادت منها 800 عائلة في إطار البنايات الهشة، حسب تصريح رئيس البلدية عمر زطيلي ل "الشروق" الذي طمأن هذه العائلات وكل العائلات المتضررة بالقصبة بأن الإفراج عن قوائم المستفيدين ستكون بعد هذه الفترة العصيبة التي تمر بها البلاد جراء انتشار فيروش كورونا، وقد أكد أن "ساعة الفرج قريبة" وما على العائلات إلا الصبر معنا، مؤكدا في الوقت نفسه، أن مصالحه تسعى جاهدة لاستكمال ملف القصبة العتيقة.