يناشد سكان دويرات بلدية القصبة، سلطات ولاية الجزائر وعلى رأسها والي العاصمة عبد القادر زوخ، من أجل ترحيلهم إلى سكنات لائقة قبل حدوث ما لا يحمد عقباه، نتيجة الأضرار الكبيرة التي لحقت سكناتهم التي تدهورت بشكل ملفت للانتباه، وتهاوت أجزاء منها، مؤكدين أحقيتهم في سكن لائق، على غرار آلاف العائلات التي استفادت من سكنات جديدة، في إطار عملية إعادة الإسكان للولاية. ذكر بعض المقيمين بدويرات القصبة ل«المساء»، أنهم يعيشون ظروفا جد قاسية في منازل أصبحت غير صالحة تماما للسكن ومهددة بالانهيار في أية لحظة، خاصة بعد الأمطار التي تساقطت في الأيام الأخيرة بالعاصمة، والتي أدت إلى انهيار بعض أجزاء البنايات القديمة. وفي هذا الصدد، أكد المشتكون أن الانهيارات التي مست مؤخرا، سكنات شارعي الزيتون والهادي تيمقريت، زادت من مخاوفهم، كون النسيج العمراني للمنطقة متماسك، وأي انهيار آخر يؤدي إلى تهاوي ما تبقى من دويرات، بسبب التصدعات التي مست جدران البنايات، وتعرض العديد من الأسقف والأقبية الخشبية للانهيار، نتيجة تأكلها بفعل الرطوبة العالية، لاسيما ببعض الشوارع التي توجد في حالة كارثية. وحسب هؤلاء، فإن شكاويهم العديدة لسلطات بلدية القصبة، والدائرة الإدارية لباب الوادي وولاية الجزائر لم تجد آذانا صاغية، رغم الوعود المقدمة من قبل الوالي زوخ الذي أكد على إعادة إسكان كل المتضررين والمحرومين من سكن لائق. وفي هذا السياق، أشار المتحدثون إلى تقارير مغلوطة تصل إلى المسؤول الأول على الولاية، بخصوص استفادة العائلات من شقق في وقت سابق، ورغبتهم في الاستفادة المتكررة، مؤكدين أن العديد منهم يعتبرون من السكان القدامى للقصبة ومن حقهم العيش في ظروف لائقة، مثلهم مثل الذين كانوا يقيمون بالأحياء القصديرية والأقبية والأسطح بعدة بلديات في العاصمة. من جهة أخرى، عرج سكان الدويرات على معاناتهم اليومية، نتيجة الظروف غير اللائقة داخل البنايات الضيقة التي أصبحت لا تتسع لعدد أفراد العائلات التي أصيب أغلبها بأمراض الحساسية والربو، خاصة المسنين والأطفال، نتيجة الرطوبة وقدم البنايات التي تنتمي للنسيج العمراني الهش والمصنف في الخانة الحمراء، وهو ما يتطلب ترحيل المقيمين بها إلى سكنات لائقة بعد أن أصبحت هذه الدويرات خطرا عليهم. تأتي مطالبة سكان دويرات القصبة وغيرهم من المقيمين في ظروف قاسية، عقب التصريح الذي أدلى به والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ في الأيام القليلة الماضية، والذي أكد فيه على استئناف عملية الترحيل عقب المحليات المقبلة، التي ستشهد حسبه إعادة إسكان عدد آخر من العائلات التي تنتظر نصيبها من السكنات الموزعة، داعيا في كل مناسبة إلى التحلي بالصبر لأن البرامج المنجزة تسمح بترحيل كل من له الحق في ذلك. ❊زهية-ش