دعا سكان حي علي لابوانت بالقصبة بالعاصمة، المصالح الوصية للتدخل لانتشالهم من الموت المحقق الذي بات يتربص بعشرات العائلات القاطنة بالبنايات القديمة بالمنطقة، بعد تحطم شبه كلي لإحدى الدويرات القديمة، حيث أصبح الوضع يهدد بانفجار خطير نظرا لوجود أزيد من ست قارورات غاز تحت الردوم، والتي من الممكن أن تنفجر بمجرد انهيار ولو جزء بسيط من الدويرات المجاورة. طالب سكان حي علي لابوانت بالقصبة، بإرسال خلية أزمة من ولاية الجزائر لتقييم الأضرار التي لحقت بالسكنات المتواجدة على مستوى المنطقة، على إثر الانهيار الخطير الذي شهدته إحدى الدويرات القديمة، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة لانتشال العائلات المتضررة من حادثة الانهيار، لاسيما أن أغلبيتها ما تزال تفترش الأرض، بعد أن تملصت المصالح البلدية من مسؤوليتها تجاهها. وأشارت العائلات المتضررة، أن خطر الانهيار بات يهدد عددا معتبرا من الدويرات القديمة بفعل هشاشتها، وتضررها من الحادثة، لاسيما أن المنطقة أصبحت شبه مفخخة بفعل تواجد ست قارورات غاز تحت الردوم، وأي انهيار جزئي بالدويرات الأخرى قد يؤدي إلى انفجار خطير جدا. وأكد ممثلو العائلات المتضررة من الانهيار أن سكان الحي لاذوا بالفرار فور تحطم سكناتهم القديمة، تاركين وراءهم كل أمتعتهم وأثاثهم، الأمر الذي أصبح يشكل خطرا حقيقيا على باقي البنايات وسكان هذا الحي، في حال انهيار الجزء المتبقي من الدويرة التي تعرضت أجزاء كبيرة منها للانهيار. وقال بعض السكان المتضررين وكلهم أسى وحسرة من هذه الظروف التي يعيشونها، إن العائلات أصبحت تضطر إلى قضاء ليالي بيضاء، بالشارع خوفا من تسجيل انهيارات أخرى، في انتظار موعد انتشالها من الجحيم عن طريق الإسراع في ترحيلها إلى سكنات لائقة، وذلك بسبب هشاشة بنايات هذا الحي، الذي يعود بناؤها لفترة تواجد العثمانيين بالجزائر، حيث شهدت الدويرة أضرارا بليغة الخطورة،بفعل الزمن، والتقلبات الجوية التي ساهمت بقدر كبير في تحطم أجزاء كبيرة منها. وأكد أحد السكان أن الزلزال الذي ضرب العاصمة في2003، تسبب هو الآخر في تقدم حالة التدهور التي عرفتها هذه البنايات، حيث سجلت هناك عدة تشققات على مستوى الأسقف وكذا السلالم والجدران، الأمر الذي أثر بالسلب على نفسية السكان الذين يعيشون حالة من الهستيريا، جراء هذه الوضعية التي تشكل خطرا على حياتهم وحياة أبنائهم، فهم ينامون ويستيقظون على هاجس انهيار هذه البنايات القديمة على رؤوسهم في أي لحظة، مما يتطلب تدخل الجهات المعنية لإيجاد حل مناسب لهذه العائلات، حتى لا تلقى نفس مصير العائلات الست التي افترشت الطريق، بعدما لم تجد مكانا تأوي إليه، بعد أن انهارت الدويرة التي يسكنوها منذ زمن طويل، رغم أن مصالح الحماية المدنية سبق لها أن صنفتها في الخانة الحمراء. وكان السكان قد رفعوا انشغالاتهم في العديد من المرات إلى السلطات المحلية، من أجل تسوية وضعيتهم وترحيلهم إلى سكنات لائقة، إلا أن السلطات المحلية لم تحرك ساكنا، واكتفت فقط بإطلاق الوعود الكاذبة، الأمر الذي خلق تذمرا لدى أوساط السكان لما أسموه ب لامبالاة المسؤولين ، معتبرين موقف الجهات المعنية باللامسؤولة، تاركين السكان يواجهون خطر الموت تحت الأنقاض لا محالة.