تشهد مصلحة الكوفيد 19 بمستشفى سليمان عميرات بتقرت، منذ نهاية الأسبوع الماضي، توافدا قياسيا للمواطنين، الذين يعانون من أعراض فيروس كورونا كالحمى والسعال والإنفوانزا، من كافة بلديات وقرى الولاية المنتدبة، حيث رصدت "الشروق" وضعية صحية جدّ مقلقة بهذه المصلحة. تعيش مصلحة كوفيد 19 بمستشفى سليمان عميرات بتقرت، حركة غير عادية ومقلقة، وغير مطمئنة، جراء التوافد القياسي للمواطنين، الذين يعانون ويشتكون من أعراض فيروس كورونا، حيث انعكس هذا الإقبال الكبير سلبا على عمل الطاقم الطبي بالمصلحة، الذي أنهكه الإرهاق البدني النفسي والذهني، جراء التشخيص والفحص والمرافقة الطبية المستمرة دون انقطاع. وتوجد حاليا الكثير من الحالات تعالج منذ فترة، ويلاحظ يوميا آخرين في طوابير السكانير، الذي يعاني من توقف وأعطاب متكررة من حين لآخر، كما يوجد طابور آخر للدخول لغرفة تخطيط القلب وتحاليل الدم، كل هذه الطوابير اليومية لا تنتهي، حتى بحلول ساعات متأخرة من الليل. وكثيرا ما تحدث مناوشات بين أهالي المرضى، أو حتى مع الطواقم الطبية، بسبب الضغط الذي تعيشه هذه المصلحة من تدفق عشرات المواطنين نحوها. وعبّر أهالي المرضى الذين يرقد ذووهم في المستشفى ل"الشروق"، عن قلقهم الكبير من حالة الصخب والصراخ والمناوشات، التي تزعج وترعب المرضى، بسبب هذا الضغط البشري الهائل. واستغرب هؤلاء من بقاء السلطات العمومية، تلعب دور المتفرج دون أن تبادر لفك مشكلة هذا الضغط، بفتح مراكز أخرى للعزل هادئة، تحفظ كرامة المريض، وتسمح للطاقم الطبي بالقيام بمهامها في ظروف حسنة وآمنة، مثل الإقامات الداخلية بالثانويات، ومراكز ومعاهد التكوين المهني، وبيوت الشباب بالمقاطعة، على غرار بقية ولايات الوطن. ويشتكى أهالي المرضى من عدم وجود دورة للمياه لائقة بذات المصلحة، تجبر المريض للخروج إلى خارج المصلحة لقضاء حاجته، في مكان آخر، معرضا حياة آخرين للخطر، من خلال الاختلاط والاحتكاك. وسأل السكان عن متى يرى مستشفى 240 سرير النور؟ إذا لم يستغل في هذه الظروف الجدّ حساسة، والتي يحتاج فيها المواطن خدماته عاجلا، قبل أي وقت آخر. ومعلوم أن أعدادا أخرى من المرضى المصابين بالحمى والسعال، وحتى الإنفوانزا فضلوا التوجه صوب العيادات الخاصة، لإجراء فحوصات وتحاليل الدم، وكذا أشعة السكانير. ورغم المبالغ الباهظة والطوابير الطويلة أيضا بهذه العيادات والمخابر، إلاّ أن المواطنين فضلوا إجراء الكشف الطبي، بعيدا عن مستشفى سليمان عميرات، الذي أصبح يستغيث في الآونة الأخيرة، وغير قادر على استيعاب أعداد أخرى، وهو بحاجة لدعم أكبر لتخفيف الضغط والعبء، على طاقمه الطبي، والاكتظاظ الرهيب الذي فاق طاقة الاستيعاب المخصصة لمرضى كورونا كوفيد، وخاصة على مستوى الإنعاش.