هدّد الاتحاد العام الطلابي الحر لشعبة العلوم السياسية والعلاقات الدولية بكلية بن عكنون غرب العاصمة، بتصعيد اللّهجة والخروج إلى الشارع في حالة عدم الاستجابة لمطالبه الشرعية، نتيجة المشاكل المستعصية التي يواجهها الطلبة منذ الدخول الجامعي وانتهاج الإدارة لسياسة التهميش واللامبالاة في حقهم، ضاربة جميع الوعود بتحسين وضعيتهم عرض الحائط، الأمر الذي زاد الوضع تأزّما. أعرب الطلبة في حديثهم للشروق عن استيائهم الشديد من الحالة المزرية التي يعيشونها يوميا في ظل نقص التدفئة في القاعات التي لا تصلح سوى لحفظ الجثث أو تخزين البضاعة في درجة أقل من الصفر جرّاء البرد القارس، خاصة في الساعات الأولى من الصباح في ظل انعدام المدافئ الكهربائية، الأمر الذي أثر سلبا على تحصيلهم الدراسي، وعلى المردود العلمي للأساتذة، ولم يجد الطلبة حلاّ لهذا المشكل سوى النفخ في الأيدي ومضاعفة الملابس والجوارب لمحاولة الإنصات لدرس الأستاذ، الذي لم يسلم هو الآخر من زمهرير الشتاء العاصف. موازاة مع ذلك تتسرب وديان من المياه إلى أرضية المدرجات عبر الأسطح والنوافذ عند تساقط أولى قطرات المطر، في ظاهرة كارثية تلخص مدى انعدام الصيانة والتهيئة بمبنى الكلية القديمة، الشيء الذي دفع الطلبة للتهديد بمقاطعة الدراسة، نظرا لتراكم البرك المائية والأوحال بالقاعات، وخوفا من حدوث الكارثة بانهيار أسقف المدرجات على رؤوسهم في أي لحظة، وبالرغم من عمليات الترميم المتكررة لأجنحة الكلية كل سنة، والتي تَعاقب عليها عدة مقاولين، إلا أن ذلك لم يغير من الوضع شيئا، مما جعل الطلبة يتهمون الإدارة باتباعها سياسة "البريكولاج". إلى جانب هذا يعاني الطلبة من افتقار كليتهم لشبكة الأنترنت، وأكد لنا محدثنا بأن المتمدرسين يضطرون للتوجه إلى مقاهي الويب، والانتظار لساعات طويلة في طوابير غير منتهية، من أجل إنجاز بحوثهم العلمية والتطبيقية الموكلة إليهم، خاصة في ظل النقص الواضح في الكتب والعناوين بمكتبة البناية الجديدة، الأمر الذي أرهقهم كثيرا، ودفع بهم للدخول في رحلات شاقة للبحث عن المراجع المفقودة في الجامعات المجاورة، ورغم وعود المسؤولين بتوصيل الكلية بشبكة الأنترنت في السابق، إلا أن شيئا لم يتجسد إلى غاية كتابة هذه الأسطر. وأمام هذه المشاكل، يناشد طلبة العلوم السياسية والإعلام ببن عكنون رئاسة الجامعة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم اليومية بإيفاد لجان مختصة لمعاينة الوضعية وتسويتها قبل انطلاق امتحانات السداسي الأول الشهر الجاري.