يعاني المواطنون بعدة أحياء وقصور بولاية أدرار، من غياب المياه الصالحة للشرب من الحنفيات بعضها بسبب أعطابا روتينية تعرفها الشبكة، وبعضها الآخر يتسبب فيها العامل البشري عن طريق ربط بستانه للتزويد بالمياه، في حين غيره يشتاق إلى قطرة ماء تجري في حنفيته لا تصل إليه إلا بشق الأنفس. ظاهرة خطيرة استفحلت في عديد القصور، التي صدمت معها الجزائرية للمياه التي ورثت منظومة تسيير مياه معقدة من بلديات بحاجة إلى محاربة وسن قوانين ردعية ضد المتلاعبين بهذه المادة الحيوية الضرورية في فصل الصيف الحار. ويعاني سكان بلدية أولاد سعيد، 250 كلم شمال الولاية، من غياب المياه الصالحة للشرب بسبب الأعطاب الكبيرة على مستوى الشبكة القديمة، رغم تدشين خزان مائي جديد بسعة 30 ألف لتر الذي يزود البلدية والقصور المجاورة لها، وفق برنامج توزيع يشمل جميع القصور، إلا أن الإشكال لا يزال قائما. ويشتكي العديد من السكان من عدم وصول المياه في هذا الفصل الصيفي الحار، بعد أن تم تخصيص حوالي ساعتين في اليوم لحيهم، وهي في نظرهم لا تكفي حتى لملء صهاريجهم المنزلية. وأكد مسؤول البلدية ل "الشروق" أن مصالحه تسعى جاهدة لتنظيم عملية التزود بالمياه الصالحة للشرب لكافة مواطني البلدية، التي تحتوي 12 ألف نسمة، إلا أن هناك تصرفات معزولة لبعض المواطنين الذين يستغلون مجانية المياه في سقي بساتينهم الزراعية، وهو ما يتسبب في نفاد الكمية وعدم وصول المياه إلى أبعد نقطة. ويقوم العديد منهم برمي أنبوب الماء مفتوحا في البستان وسط واحات النخيل غير مكترث بمعاناة إخوانه، ويجب أن تحارب هذه الظاهرة بمختلف الوسائل والطرق المشروعة من خلال الخطب المنبرية والتوعية المجتمعية من طرف الجمعيات ووسائل الإعلام. وأكد محدثنا أنه راسل الجزائرية للمياه، من أجل استلام مهمة تسيير المياه على مستوى إقليم البلدية وتركيب العدادات لزجر ووضع حد للتصرفات المعزولة بإجبارهم على تسديد الفواتير حسب الاستهلاك. ونفس الإشكال تعاني منه عدة قصور بدائرة فنوغيل وتمادنين برقان، حيث تعكف الجزائرية للمياه منذ استلامها مهمة تسيير المياه في تلك البلديات، بقطع التوصيلات العشوائية على البساتين رغم ما يقابلها من تصادمات ونزاعات مع مالكي تلك البساتين. وهي الأخرى طرحت إشكال غياب التجهيزات والمعدات، بحيث لا تمك غير فأسين وأدوات الحفر التقليدية البسيطة، التي هي بحاجة إلى صهاريج متنقلة وسيارات رباعية الدفع للخروج إلى الآبار البعيدة ومراقبة أنابيب التوصيل الرئيسة. ومن جهته، المدير العام للجزائرية المياه، كان قد أكد خلال زيارته الأخيرة لولاية أدرار أنه يجري التنسيق لاستلام منظومة تسيير المياه من البلديات، والبداية تكون بتركيب عدادات الماء لدفع تكاليف فاتورة الاستهلاك، من طرف المواطنين، حتى يتسنى للمؤسسة تقديم خدمات أفضل وتغطية العجز باعتبارها مؤسسة اقتصادية وتجديد جميع القنوات القديمة وتوصيل المياه لمختلف النقاط البعيدة. وأكد ذات المسؤول أن هذه النقاط تشتكي عدم وصول المياه، ويجب دعم الفروع بالمعدات والتجهيزات اللازمة، حتى يتسنى لمصالحه القضاء على مشكل انقطاع الماء في فصل الصيف. وتجدر الإشارة إلى أن صح راء أدرار، تضم أكبر خزان من المياه العذبة الباطنية، وتعرف بنظام توزيع قديم للمياه يسمى "الفقارة "، الذي أبهر العالم، وهو بحاجة اليوم إلى منظمة تسيير مدروسة لتزويد السكان بالمياه وفق الخصوصية. وتتميز المنطقة باعتماد مخطط إنعاش موروث الفقارة، التي تجري مياهها بقدرة إلهية، التي تتم العودة إليها بعد انقطاع وشح مياه الحنفيات.