قالت وكالة رويترز للأنباء في تقرير نشرته، الخميس، أنه في عالم لقاحات كوفيد-19 أصبح السباق معركة ضارية يأكل فيها القوي الضعيف. وأضافت الوكالة، أن هذا هو الخوف الذي ينتاب الآن مؤسسات الصحة العالمية التي تخطط لشراء اللقاحات بالجملة وتوزيعها توزيعاً عادلاً على مختلف أرجاء العالم. وقد أصاب الفزع هذه المؤسسات وهي ترى أن بعض الدول الغنية قررت السير وراء مصلحتها الذاتية فأبرمت صفقات مع شركات الأدوية للحصول على ملايين الجرعات من اللقاحات المبشرة لمواطنيها. ويقول الخبراء، إن هذه الصفقات تقوض الحملة العالمية. وفي بعض هذه الصفقات اتفقت الولاياتالمتحدةوبريطانيا والاتحاد الأوروبي مع شركات مثل فايزر وبيونتيك وأسترازينيكا ومودرنا. وقال سيث بيركلي الرئيس التنفيذي لتحالف جافي الذي يشارك في قيادة خطة مسماة كوفاكس تهدف لتأمين الحصول السريع على لقاحات كوفيد-19 وتوزيعها على نحو عادل على مستوى العالم. وقالت شركة فايزر هذا الأسبوع، إنها تجري محادثات متزامنة مع الاتحاد الأوروبي وعدد من دوله الأعضاء حول تزويدها باللقاح المحتمل الذي تعمل الشركة على إنتاجه. وفي أحدث حركة انقضاض في هذه المعركة أعلنت بريطانيا اتفاقاً، الأربعاء، لضمان الحصول على إمدادات مبكرة من لقاحات كوفيد-19 من شركتي غلاكسو سميثكلاين وسانوفي. وتقول منظمة أطباء بلا حدود الخيرية العالمية، إن ذلك سيغذي "الإقبال العالمي على تخزين اللقاحات من جانب الدول الغنية" ويغذي أيضاً "تياراً خطيراً للتمسك بالمصلحة الوطنية في اللقاحات". ومبعث الخوف أن إمدادات اللقاح وتوزيعها في الجائحة الحالية ستكرر صدى ما حدث في وباء إنفلونزا إتش.1.إن.1 في 2009-2010 عندما اشترت الدول الغنية إمدادات اللقاح المتاحة لتعجز الدول الفقيرة في البداية عن الحصول عليه. وفي الوباء السابق اتضح أن إنفلونزا إتش.1.إن.1 مرض أخف واختفى الوباء في نهاية الأمر ولذا كان أثر اختلالات توزيع اللقاح على الإصابات والوفيات محدوداً. غير أن خبراء الصحة يقولون، إن كوفيد-19 خطر أكبر بكثير وترك قطاعات كبيرة من سكان العالم معرضة للإصابة لن يلحق الضرر بها وحدها فقط بل سيطيل أمد الجائحة وأمد ما يمكن أن تتسبب فيه من أضرار. وقال غيل سميث الرئيس السابق للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والرئيس التنفيذي لحملة وان كامبين الخيرية الرامية لإنهاء الفقر والأمراض التي يمكن الوقاية منها: "ثمة خطر أن بعض الدول تفعل بالضبط ما كنا نخشاه وهو أن تقول اللهم نفسي". "أنا مهموم" أبدت أكثر من 75 دولة من الدول الأكثر ثراء من غيرها من بينها بريطانيا اهتمامها بخطة كوفاكس التي تشارك في إدارتها منظمة الصحة العالمية والتحالف من أجل ابتكارات مواجهة الوباء لتنضم بذلك إلى 90 من الدول الفقيرة التي تدعمها التبرعات. غير أن التحالف يقول إن الولاياتالمتحدة والصين وروسيا ليست من بين الدول التي أبدت اهتماماً بكوفاكس. وقال مصدر بالاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي، إن المفوضية الأوروبية الذراع التنفيذية للاتحاد والتي تقود المحادثات مع شركات الأدوية نصحت أعضاء الاتحاد بعدم شراء لقاحات لكوفيد-19 عن طريق كوفاكس. وقال توماس بوليكي مدير برنامج الصحة العالمي في مجلس العلاقات الخارجية: "أنا مهموم. ما يحدث بعدد قليل من الدول التي تجمع إمدادات اللقاح ينافس الصفقات متعددة الأطراف". وأضاف أن القدرة على تصنيع اللقاح محدودة ولا يمكن زيادتها إلا بقدر ضئيل. ويقدر الخبراء، أن بإمكان العالم أن يأمل في تصنيع حوالي ملياري جرعة من لقاحات فعالة لكوفيد-19 بنهاية العام المقبل إذا ثبتت فعالية عدد من اللقاحات المرشحة للنجاح والتي دخلت مراحل الاختبار الأخيرة. وتهدف مبادرة كوفاكس لتوزيع جرعات لما لا يقل عن 20 في المائة من سكان الدول المشاركة فيها. عامان آخران؟ غير أن بيركلي رئيس تحالف جافي قال، إنه إذا اختطفت الدول المهتمة بمصلحتها الخاصة هذه الكمية لتحصين جميع سكانها بدلاً من تقاسمها مع بقية الدول وحماية الناس الأكثر عرضة للخطر أولاً فلن يمكن السيطرة على الجائحة. وأضاف "إذا كنت تحاول تحصين الولاياتالمتحدة بالكامل والاتحاد الأوروبي بالكامل على سبيل المثال بجرعتين من اللقاح فسيتعين عليك الحصول على نحو 1.7 مليار جرعة. وإذا كان هذا هو العدد المتاح من الجرعات فلن يتبقى الكثير للآخرين". وقال بيركلي، إنه حتى إذا حصلت 30 أو 40 دولة على اللقاح وظلت أكثر من 150 دولة بلا لقاح "فسينتشر الوباء بلا كابح". وتابع "هذا الفيروس.. يتحرك بسرعة البرق. ولذا سينتهي بك الحال في وضع لا يمكنك فيه العودة إلى الوضع الطبيعي. ولن تتمكن من تسيير التجارة والسياحة والسفر ما لم تتمكن من إبطاء الجائحة كلها". 'Vaccine nationalism': Is it every country for itself? https://t.co/vAS6ahmCS7 pic.twitter.com/6GtRbGt6Uy — Reuters (@Reuters) July 29, 2020