يشتكي سكان حي أول نوفمبر بمدينة الوادي، من الأعطاب المتكررة لشبكة الصرف الصحي، لاسيما على مستوى المشعب المتواجد بمفترق الطرق بالقرب من المحلات الكبيرة لبيع الأواني المنزلية وألعاب الأطفال والألبسة والمواد الغذائية، الذي تتدفق منه كميات كبيرة من المياه القذرة ذات الروائح الكريهة، بشكل دائم مما ينذر بخطر بيئي وتهديد صريح للصحة العمومية، حسب مخاوف سكان الحي. وأكد عدد من المواطنين في تصريحات متطابقة إلى "الشروق"، أن أزمة انسداد المشعب وتدفق المياه القذرة إلى الشارع الرئيس بجانب محور الطريق الوطني رقم 16 في شقه المار بحي الشط، منذ أزيد من 7 أشهر، وقبل بداية انتشار وباء كورونا كوفيد 19، ولم تلق شكاويهم المتكررة إلى السلطات المحلية أي استجابة، ما عدا قيام الديوان الوطني للتطهير بشفط المياه المتدفقة من حين إلى آخر وإفراغ المشعب الذي يفوق عمقه أزيد من 7 أمتار تحت الأرض، من المياه المتواجدة بداخله، فيما تعود الحالة إلى سابق عهدها بمجرد امتلاء المشعب من جديد في ظرف يوم أو أقل بقليل. وكشف مدير الديوان الوطني للتطهير بالوادي، طارق قايد، أن طبيعة طبقات الأرض بولاية الوادي وتشبع الطبقة السطحية بالمياه، تجعل من المنطقة تتميز بخصوصية منفردة عن بقية المناطق بمختلف ولايات الوطن، حيث ساهمت هذه الخصوصية في نفاذ كميات معتبرة من الأتربة إلى داخل الشبكة، انطلاقا من مكان ربط الأنابيب ببعضها البعض أو في نقاط ربط الأنابيب بالمشعب. وهو من بين أكبر الأسباب التي تؤدي إلى الانسداد على مستوى شبكة الصرف الصحي. أما بخصوص انهيار التربة وتشكل حفر في عديد النقاط على مستوى بلدية الوادي، فقد أكد ذات المسؤول، أن سببها يعود إلى خصوصية المنطقة وتآكل القنوات المصنوعة بالإسمنت الزهري أو الإسمنت الحريري، التي تجاوز عمرها الافتراضي 10 سنوات، حيث صرح بأن مصالحه أحصت النقاط السوداء التي تحتاج إلى إعادة الاعتبار، وقامت بمراسلة الجهات المعنية من أجل المساهمة في حل جميع المشاكل المتعلقة بأعطاب الشبكة القديمة. ومن جهته، رئيس بلدية الوادي بالنيابة، علي زكايرة، أكد أن ملف شبكة التطهير ببلدية الوادي يحظى باهتمام خاص من طرف مجلسه والسلطات المحلية، وأكد أن والي الولاية منح البلدية ميزانية معتبرة لإعادة الاعتبار إلى المقاطع القديمة من شبكة الصرف الصحي، المُنجزة منذ عشرات السنين بأنابيب الإسمنت الزهري. أما بخصوص المشعب المسدود المتواجد على مستوى حي أول نوفمبر، فقد أكد أنه أعطى التعليمات للمصلحة التقنية بالبلدية من أجل الخروج إلى عين المكان ومعاينة الإشكال، الذي وعد بأن البلدية ستجد له حلا قريبا بتضافر جهود جميع المعنيين إلى غاية الوصول إلى حل جذري. كما أشار بأن البلدية انطلقت يوم أمس في أشغال إعادة الاعتبار إلى قناة الصرف الصحي المارة بالسوق المركزي بالقرب من مقر سينما الأصيل سابقا، كما برمجت البلدية مشروعا استعجاليا لإنجاز قنوات اجتنابية بحي الحرية والشهداء من أجل تفادي كوارث تدفق المياه القذرة إلى داخل المساكن في المستقبل، كما حدث قبل أسابيع من اليوم.