وسع بريد الجزائر من قائمة معاملاته المالية خصوصا بعد استصدار ملايين من البطاقات البريدية المعروفة ب"الذهبية"، بشكل دفع المؤسسة إلى طريق التحول إلى أكبر بنك في البلاد، حتى قبل الشروع في تجسيد مشروع "البنك البريدي"، ما يعيد إلى الواجهة قضية تعثر إطلاق البنك البريدي رغم أن الحديث عنه بدأ قبل أكثر من 10 سنوات. في السياق، أطلقت مؤسسة بريد الجزائر في عز جائحة كورونا عدة خدمات مالية جديدة وخصوصا ما تعلق بالدفع الإلكتروني، وسعت بها القائمة التي كانت متوفرة سابقا. ومعلوم أن بريد الجزائر يحوز أكثر من 20 مليون حساب جاري بريدي ونحو 8 ملايين بطاقة بريدية "الذهبية" إضافة لخدمات دفاتر التوفير مع بنك التوفير والاحتياط "كناب". وبداية الأسبوع الجاري، أطلق بريد الجزائر خدمة جديدة للدفع بالهاتف النقال عبر رمز الاستجابة السريعة "بريد باي" لتسهيل دفع مستحقات المشتريات على المواطنين. وحسب بريد الجزائر، فإن خدمة الدفع بالهاتف النقال عبر رمز الاستجابة السريعة "خطوة مهمة لتنظيم التجارة الإلكترونية في الجزائر، والعملية لا تحتاج إلى اتصال مباشر وإنما تتم عبر الهاتف النقال (بريد باي) وتسمح للزبون بدفع المستحقات للتاجر، وذلك عبر تطبيق (بريدي موب) من خلال دفع الزبون مستحقات التاجر عبر تحويل الأموال من حسابه إلى حساب هذا الأخير بطريقة جد آمنة. وليستفيد التاجر من هذه الخدمة الرقمية، يتوجب عليه الانخراط في هذا المسعى من خلال تقديم ملفه على مستوى المصالح المعنية ببريد الجزائر، في حين يشترط على الزبون أن يكون حائزا حسابا بريديا جاريا والبطاقة الذهبية لبريد الجزائر وأن يصرح عن رقم هاتف على مستوى بريد الجزائر أو عن طريق إدخال رقمه في أي صراف آلي لشبكة بريد الجزائر. وصار بالإمكان الشراء عبر البطاقة البريدية "الذهبية" في عديد المحلات على غرار المواد الغذائية والصيدليات والمحال المتواجدة على مستوى المراكز التجارية الكبرى، وهذا بعد قيام المؤسسة بحملة تحسيسية وترويجية لأجهزة الدفع الإلكتروني المعروفة ب"TPE" على عديد المحال والمراكز التجارية خلال جائحة كورونا. وأطلق بريد الجزائر منذ فترة قصيرة عملية الدفع عبر مسح رمز الاستجابة "كود QR" مع تطبيق "بريدي موب" لبريد الجزائر عند الشراء، إضافة لسحب الأموال من الموزعات الآلية للأوراق النقدية دون بطاقة عبر سلسلة إجراءات. وقبلها صار بالإمكان تحويل الأموال من حساب إلى حساب آخر دون سحبها سواء في المكاتب البريدية (الشبابيك)، أو عبر الموزعات الآلية للأوراق النقدية، بإدخال رمز التعريف البريدي المكون من 20 رقما. كما أن بريد الجزائر شرع منذ فترة (منذ 3 سنوات تقريبا) في تسديد مختلف الفواتير باستعمال البطاقة الذهبية، سواء الكهرباء والغاز والماء إضافة لشحن أرصدة الهاتف النقال، شحن أرصدة الانترنت الثابت وشراء تذاكر السفر والتأمينات. ومن الخدمات الجديدة لبريد الجزائر خدمة "حوالتك" التي هي عبارة عن خدمة لتحويل الأموال بصفة آنية، تسمح بتحويل ما بين 1000 إلى 2000 ألف دينار عن طريق حوالة إلكترونية. وتقوم "حوالتك" على أساس ملء استمارة مدون عليها رقم الهاتف النقال للزبون ورقم هاتف المستفيد من الحوالة، ويتم تقديمها مرفوقة ببطاقة الهوية والمبلغ النقدي للحوالة إلى المكلف بالزبائن بالمكتب البريدي. وبعدها سيقدم وصل دفع الحوالة كما ستصل مباشرة رسالة نصية قصيرة إلى الهاتف النقال للمرسل، وإلى هاتف المستفيد منها، حيث تحمل هذه الرسالة رمز الحوالة ورقمها السري، بالإضافة إلى دعوة المستفيد إلى التقدم نحو أي مكتب بريدي لسحب مبلغ الحوالة، الذي عليه التقرب من أي مكتب بريدي يختاره، مصحوبا ببطاقة هويتك الشخصية، ويقدم الرقم السري، ورمز الحوالة المرسلين إليه عبر هاتفه النقال، أو اللتين أبلغتا له من طرف المرسل. لكن توسع قائمة الخدمات المالية لبريد الجزائر يطرح بقوة عدم تجسيد البنك البريدي الذي ظل حديثا وفقط للحكومات المتعاقبة منذ نحو عقد من الزمن، خصوصا أن جائحة كورونا قد أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن تنويع الخدمات المالية سواء البنكية أو البريدية حتمية لا مفر منها.