ثمن ممثلو النقابة الوطنية للصيادلة الخواص قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الرامي لدعم الإنتاج المحلي للدواء وإعادة بعث شركة "صيدال" وخاصة ما تعلق بتصنيع الأنسولين ليتمكن المرضى من اقتنائه بأثمان في المتناول مقارنة بالأنسولين المستورد الذي يباع بسعر غال. وأكد نائب رئيس النقابة الوطنية للصيادلة الخواص شابونية مراد في تصريح ل"الشروق"، الثلاثاء، على أهمية القرارات المتخذة في مجلس الوزراء المنعقد الأحد بالنسبة للصيادلة والمرضى معا، خاصة ما تعلق بإعادة بعث الإنتاج الوطني للأدوية وتقليص فاتورة الاستيراد، مشيرا إلى أنها قرارات جد مهمة خاصة في الظروف الراهنة ونظرا للتحديات الاقتصادية الكبيرة التي تمر بها الجزائر. وتابع ممثل نقابة الصيادلة "نثمن قرار إنعاش شركة صيدال التي كانت رائدة في انتاج الأدوية في الجزائر وتمثل مرجعا بالنسبة لمنظومة الضمان الاجتماعي لتحديد السعر المرجعي للأدوية"، ولفت إلى أن الشركة كانت تغطي في السابق ما نسبته 20 حتى 30 بالمائة من الطلب في سوق الدواء، لكن مع مرور الوقت تراجعت إلى حوالي 10 بالمائة، وهو ما تسبب في عدم توفر عدد معتبر من الأدوية والتي كانت تنتجها صيدال بثمن في متناول المريض مقارنة بالدواء المستورد. وأفاد شابونية بأن دخول المجمع في إنتاج الأنسولين هو خطوة جد مهمة لسوق الدواء في الجزائر، خاصة أن الأنسولين المتوفرة حاليا هو فقط المستورد وثمنه باهظ جدا ولم تستطع الجزائر طيلة سنوات تقليص فاتورة الاستيراد الخاص به، ليقول "نتمنى أن يساهم إنتاج صيدال للأنسولين في توفيره لجميع المرضى وبسعر معقول"، وفي سياق ذي صلة، ذكر المتحدث أن سوق الدواء الجزائرية تعاني منذ سنة 2008 من ندرة وأزمة حادة في الأدوية والتي تفاقمت مؤخرا بشكل ملفت للانتباه ما دفع بالرئيس تبون لإعطاء الأولوية للصناعة الصيدلانية في برنامجه للحد من هذه الأزمة. وكشف نائب رئيس نقابة الصيادلة الخواص عن إحصاء ما يقارب 230 دواء مفقود مؤخرا ومنها دواء الكلوروكين الذي يستعمل في علاج بعض الأمراض المزمنة، لكن بسبب استخدامه في بروتوكول علاج كوفيد 19-يقول – أضحى من الصعب الحصول عليه من قبل المرضى ولا حتى الصيادلة أنفسهم، فضلا عن استمرار ندرة عدد من الأدوية المستوردة والمصنعة محليا، وهو ما دفع بوزارة الصحة إلى استدعاء المتعاملين لسحب دفتر الشروط الخاص باستيراد الدواء عسى أن يقلص من قائمة الأدوية المفقودة. أما بخصوص إلحاق الوكالة الصيدلانية بوزارة الصناعة الصيدلانية، فقال المتحدث بأن الرئيس راعى الجانب الاقتصادي، رغم تحفظ بعض نقابات الصحة الذين طالبوا بأن تكون الوكالة مستقلة كهيئة تحت سلطة وزارة الصحة، متمنيا أن يكون هذا التحويل في فائدة الصحة وفي فائدة المرضى والأمن الصحي، باعتبار أن دورها لا يقتصر على إنتاج وتسجيل الأدوية، بل حتى توحيد ثمن الأدوية ومراقبة جودتها. ومن جهته، رئيس نقابة الصيادلة، مسعود بلعمبري، عبّر في تصريح لبرنامج "ضيف الصباح" بالقناة الإذاعية الأولى عن دهشته لتورط لوبيات دواء ومخابر في الاستيراد غير الشرعي وخلق حالة الفوضى والندرة في سوق الدواء، مرجعا ندرة بعض الأدوية في السوق إلى غياب متابعة المستوردين المكلفين بتوريد تلك الأدوية، فضلا عن الاحتكار الذي تمارسه مؤسسات بعينها لبعض الأدوية.