تمكن الشيخ مزوز عبد القادر ابن مدينة الهامل خلال فترة استقراره بولاية تيزي وزو من تعليم المئات من أبناء القرى القران الكريم بزاوية سيدي على اويحي المتواجدة بأعالي اث كوفي بضواحي بوغنى. وفي لقائه مع "الشروق" تحدث الشيخ مزوز عن تجربته في تعليم أبناء قرى بوغنى بتيزي وزو القران، قائلا إن الزاوية قدمت له عرض عمل، فلم يتردد الشيخ في القبول، وحمل شوقه وحنينه، وانتقل إلى الزاوية القبائلية معلما وخطيبا للجمعة، وهناك اصطدم بطيبة أهل آث كوفي، حيث كانوا يتسابقون على خدمته، وتوفير كل ما يحتاجه، وفي العديد من المرات كانوا يأخذونه أوقات فراغه إلى مناطق سياحية للترفيه عنه. الشيخ مزوز عبد القادر جمع بين التعليم والتعلم في زاوية اث كوفي، فكان يقوم بتعليم الطلبة القرءان ويقوم أيضا بإلقاء خطبة الجمعة في مسجد الزاوية، وفي المقابل كان ملازما للشيخ سعيد قاضي، ينهل من علمه، ويأخذ عنه الأخلاق وطرق التعليم الرائعة التي تقوم على التنمية البشرية كما كان الشيخ قاضي فواصل بين ساعات الدراسة يروي فيها بعضا من تجاربه ونكتا وقصصا هادفة،وكل هذا لأجل كسر روتين الدراسة، وتجديد النفس للطلبة ويقول الشيخ مزوز عبد القادر واصفا الشيخ سعيد قاضي: تعلمنا على الشيخ قاضي تجرع الصبر في سبيل العلم، وكان الشيخ سعيد قاضي يظهر للعيان أنه شيخ كبير، ولكن من يحضر مجالسه يعلم يقينا أنه يتمتع بهمة وعنفوان الشباب مع طلبته. الشيخ مزوز عبد القادر قضى عاما كاملا بين أهل آث كوفي الذين كانوا بمثابة عائلته الثانية بكرمهم وطيبتهم، عام من التعليم مليء بالإنجازات مع الطلبة،ومليء أيضا بذكريات لا يمحوها إلا الكفن، ذكريات، كان لسان حالها يقول: ما أعظم شعب آث كوفي، وما أطيب أهل الزاوية، ويختم الشيخ مزوز عبد القادر كلامه بقوله: لم ولن ألتقي بشيخ مثل الشيخ سعيد قاضي ولا شعب كشعب آث كوفي. الشيخ مزوز عبد القادر الذي يملك مسيرة حافلة بالانجازات هو ابن مدينة الهامل وفيها ترعرع، بجوار سكناه الذي يتواجد بزاوية الهامل القاسمية التي كانت، تجذبه كلما ابتعد عنها، وتلقى القرءان في مسجد الصلاح وهو أحد مساجد بلدية الهامل على يد عميد المعلمين: العلامة: الشيخ (داسة البشير) وعنه تعلم قواعد الرسم العثماني، ثم انتقل بعد ذلك إلى زاوية الهامل القاسمية ليعيد حفظ ختمة جديدة على يد شيخ القراءات (الشيخ أحمد حرزلي)، وكان للشيخ مزوز عبد القادر شرف المشاركة في الحزب الراتب الذي تعرضه حاليا على شاشتها قناة القرءان الكريم، وبعد إكماله للختمة الثانية، عرضت عليه زاوية الهامل العمل فيها كمعلم للقرءان، فاستجاب لهذا الطلب، ومكث فيها قائما على تعليم القرءان طيلة 13 شهرا،وبعد زاوية الهامل تهاطلت على الشيخ عروض العمل، التقط جرعة الأمل، فحمل بين يديه التوكل على الله، وهاجر للعمل، وتعاقب على عدة زوايا كمعلم للقرآن وخطيب للجمعات، ومن بين الزوايا التي قام فيها بالتعليم القرءاني: الزاوية المرزوقية (البيرين، الجلفة )،الزاوية العلوية ب (بني ورثيلان، سطيف)، زاوية سيدي يحي العدلي ب (تمقرة، بجاية )…