يخوض المنتخب الوطني الأول لكرة القدم مساء اليوم، أولى مبارياته في الدور الأول من نهائيات كأس أمم إفريقيا التي انطلقت بجنوب إفريقيا يوم السبت الماضي، حيث سيواجه الخضر منتخب تونس في مقابلة محلية مغاربية حاسمة، على ملعب بافوكينغ ستاديوم بمدينة روستنبورغ بداية من الساعة السابعة مساء (الثامنة بالتوقيت المحلي)، ويسعى أشبال المدرب وحيد خاليلوزيتش لمحو إخفاق التصفيات الماضية الخاصة بدورة 2012 في الغابون وغينيا الإستوائية، والتي لم يشاركوا فيها، بعد أن بلغوا دور نصف النهائي في دورة 2010 بأنغولا. وتكتسي المباراة أهمية بالغة لكلا المنتخبين، بالنظر لخصوصيتها، كونها ستجمع بين بلدين جارين تربطهما علاقات تاريخية واجتماعية وثيقة، فضلا عن أن الفائز فيها سيعزز حظوظه بشكل كبير لبلوغ الدور الثاني، بالنظر لقوة المجموعة التي وقع فيها المنتخبان، والتي وصفت بالمجموعة الحديدية، أو مجموعة الموت، حيث تضم إلى جانب الجزائروتونس، كلا من كوت ديفوار المدججة بنجومها، ومنتخب الطوغو الذي يسعى لإحداث المفاجأة بقيادة نجمه المدلل إيمانويل أديبايور. الخضر يسعون لتأكيد تفوقهم على نسور قرطاج في أول لقاء بينهما في النهائيات. وبغض النظر عن الإثارة والندية التي غالبا ما تطبع مباريات الجزائروتونس، فإن مواجهة اليوم تحمل العديد من المفارقات، أولها أن المنتخبين سيلتقيان لأول مرة في دورة نهائية في المنافسة القارية، حيث لم يسبق لهما أن التقيا أبدا في هذا المستوى، ومن المفارقات أيضا أن أول مباراة بين الطرفين كانت ودية وجرت في تونس يوم 15 ديسمبر من عام 1963، وآخر لقاء كان وديا أيضا وجرى بالجزائر يوم 12 نوفمبر من عام 2011 بملعب 5 جويلية وانتهى لصالح الخضر بهدف من توقيع رياض بودبوز. والتقى المنتخبان التونسيوالجزائري 42 مرة خلال تاريخ مواجهاتهما ما بين مباريات ودية ورسمية، وكان نصف عدد المباريات وديا (21 مباراة). وفازت الجزائر على مدار تاريخ مواجهاتها مع تونس في 15 مناسبة، وخسرت في 13، وتعادل الطرفان في 14 مباراة. وتقابلت تونسوالجزائر 6 مرات في تصفيات كأس العالم، وأقصي الخضر من التأهل لدورتي 1970 و1978، فيما تأهلوا على حساب تونس لدورة 1986 بمكسيكو تحت قيادة المدرب رابح سعدان. كما التقى المنتخبان أيضا 6 مرات في تصفيات كأس أمم إفريقيا، فتفوق التوانسة خلال تصفيات دورتي 1976 و2000، فيما تفوق الخضر خلال تصفيات دورة 1988. وبالتالي فإن مباراة اليوم ستفتح عهدا جديدا من المنافسة بين المنتخبين في النهائيات القارية، في حالة تمكن أحدهما من حسم المباراة لصالحه. الخضر مطالبون بمحو خيبة "الشان" وتفادي سيناريو المغرب في دورة 2012 ويبقى المنتخب الوطني مطالبا خلال مباراة اليوم، بتفادي العديد من السيناريوهات، التي قد تعيق مسيرته في النهائيات، وأولها يبقى محو خيبة بطولة إفريقيا للاعبين المحليين في فيفري من عام 2011 عندما أقصيوا على يد التوانسة بقيادة المدرب الحالي سامي الطرابلسي في نصف النهائي، حيث توج نسور قرطاج أنذاك باللقب، كما أن رفقاء القائد مهدي لحسن مطالبون أيضا بضرورة تفادي ما حدث للمنتخب المغربي في دورة 2012 بالغابون وغينيا الإستوائية عندما سقط على يد نظيره التونسي بثنائية نظيفة في افتتاح مبارياتهما في النهائيات. الفرديات اللامعة للخضر في مواجهة الروح الجماعية لنسور قرطاج وبالرغم من المستوى المتقارب بين المنتخبين وتشابه طريقة لعبهما، إلا أن المباراة تحمل بعض المعطيات التي ترشح طرفا على حساب آخر، فالخضر وبشهادة أغلب المتتبعين تتفوق من الناحية الفردية على المنتخب التونسي، في وجود عناصر لامعة تتمتع بإمكانات فنية وتقنية عالية على غرار نجم نادي فالنسيا الإسباني سفيان فيغولي، واللاعب الجديد لنادي أولمبيك مارسيليا فؤاد قادير، وهدافا المنتخب إسلام سليماني وهلال العربي سوداني اللذان يطمحان لإستعادة حسهما التهديفي بعد أن صاما عن زيارة الشباك في المباراتين الوديتين أمام جنوب إفريقيا وبلاتينيوم ستارز، إضافة إلى نجم نادي سوشو الفرنسي رياض بودبوز، وكذا مدافع نادي ميلان الإيطالي جمال مصباح، وبالمقابل فإن نقطة قوة التوانسة تبقى في روحهم الجماعية، وحرارتهم في اللعب، وهذا بالرغم من الانتقادات اللاذعة التي طالتهم بعد النتائج الهزيلة التي حققوها خلال المباريات الودية الأخيرة، خاصة الهزيمة الكبيرة أمام غانا برباعية. صراع تكتيكي قوي بين خاليلوزيتش والطرابلسي "المغرور" ولن تقتصر المواجهة بين المنتخبين التونسي و لجزائري على اللاعبين فقط، بل ستمتد إلى كرسي الاحتياط، الذي سيعرف حوارا تكتيكيا قويا بين مدرب الخضر، البوسني وحيد خاليلوزيتش والتونسي سامي الطرابلسي، حيث يتفوق الأول نظريا على غريمه بالنظر لخبرته الكبيرة في عالم التدريب بعد أن قاد منتخب كوت ديفوار المدجج بالنجوم، فضلا عن تدريبه لعدة أندية أوروبية، فيما يفتقد الطرابلسي للخبرة، ويعتمد على قوة الروح الجماعية للاعبيه، وكان المدربان قد خرجا بتصريحات مختلفة قبل انطلاق المنافسة، حيث بدا البوسني متشائما إزاء النتائج التي سيسجلها الخضر في النهائيات، حيث صرح بأن إقصاءهم من الدور الأول لن يشكل اي مفاجأة، متحججا بقوة المجموعة التي وقع فيها المنتخب، وكذا الإصابات التي ضربت أبرز اللاعبين، فضلا عن افتقاد بعضهم للمنافسة، فيما بدا الطرابلسي متفائلا بمشوار منتخب بلاده إلى حد الغرور، بعد ما أطلق تصريحات مستفزة إزاء خصومه في المجموعة، قائلا في تصريحات للشروق بأن نسور قرطاج سيعودون باللقب الإفريقي إلى تونس يوم 11 فيفري المقبل، أي في اليوم الموالي من المباراة الختامية ل"الكان". اللاعبون: مصممون على رفع التحدي، وسنفوز ب"معركة روستنبورغ" صبت جميع تصريحات لاعبي المنتخب الوطني في اتجاه واحد، وهو ضرورة الفوز بالمباراة الأولى أمام المنتخب التونسي، مساء اليوم بملعب بافوكينغ ستاديوم، وهذا من أجل تحقيق انطلاقة موفقة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، التي ستكون المغامرة الأولى بالنسبة لمعظم اللاعبين الحاليين بقيادة التقني البوسني وحيد خاليلوزيتش. وفي نفس الوقت، حملت انطباعات محاربي الصحراء الكثير من الحذر، مؤكدين على صعوبة المباراة وأهميتها لبقية المشوار. وكان المدرب وحيد خاليلوزيتش واثقا من قدرة الجيل الجديد من اللاعبين الذين يقودهم مهدي لحسن على رفع التحدي والذهاب بعيدا في هذه "الكان"، هي الرسالة التي دعمل خاليلوزيتش على إيصالها إلى اللاعبين منذ التحاق المنتخب الوطني بجنوب إفريقيا. حيث عمل على تحفيزهم وركز كثيرا على تحضيرهم من الناحية النفسية لهذه المباراة. واعتبر مدافع ميلان الإيطالي، جمال مصباح، بأن تحقيق نتيجة إيجابية في المباراة الأولى أمام المنتخب التونسي مهم جدا لبقية مشوار الخضر في هذه المنافسة، معترفا في نفس الوقت بصعوبة المهمة في مباراة قال عنها ابن زيغود يوسف إنها ستلعب على تفاصيل صغيرة. وفي ذات الاتجاه صبت تصريحات مهاجم وفاق سطيف، محمد أمين عودية، الذي أكد بأنه رفقة زملائه ينتظرون بفارغ الصبر موعد 22 جانفي لمواجهة المنتخب التونسي الذي وصفه بالمهم جدا. إلى ذلك كشف عودية بأن العزيمة والإرادة التي سيتسلح بها اللاعبون في هذه المباراة بإمكانها تحقيق المعجزات: "سنعوض نقص التجربة بالإرادة والعزيمة"، أكد عودية. من جهته، وعد مدافع ريال سوسييداد الإسباني، لياسين كادامورو، الجماهير الجزائرية بعمل المستحيل من أجل إهدائهم الفوز على تونس، مؤكدا الرغبة الكبيرة الموجودة لدى جميع اللاعبين للمشاركة في هذه المباراة الحاسمة بغية تحقيق نتيجة إيجابية. ويتفق لاعب سوشو الفرنسي، رياض بودبوز، مع رفقائه في هذه النقطة، مؤكدا على ضرورة تحقيق انطلاقة قوية في هذه البطولة. وعلى غرار زملائه، أكد الهداف الجديد للمنتخب الوطني، إسلام سليماني، على أهمية مباراة تونس، معتبرا أن الفوز سيعبد الطريق أمام المنتخب الوطني لضمان التأهل إلى الدور الثاني للكان. في نفس السياق، كانت تصريحات رئيس الفاف، محمد روراوة، بمثابة مسك الختام على تصريحات اللاعبين، وهذا عندما كشف عن الرغبة التي لمسها لديهم لتحقيق شيء ما خلال كأس إفريقيا الحالية: "لمست لدى اللاعبين رغبة كبيرة لتحقيق شيء ما خلال هذه المسابقة. لدينا فريق جيد استفاد من إمكانيات هائلة، ما يجعلني أثق فيه كثيرا"، قال المسؤول الأول عن الكرة الجزائرية، الذي رمى بالكرة في ملعب اللاعبين لتحسيسهم بالمسؤولية عندما أضاف: "الكرة الآن في مرمى اللاعبين الذين عليهم أن يبرهنوا على قدراتهم".