يستأنف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة زياراته الميدانية للولايات والتي ستدوم هذه المرة وعلى غير العادة مدة 5 أيام كاملة ،بحيث سينزل رئيس الجمهورية على ولاية مستغانم في زيارة ليومين ويتنقل بعدها في زيارة لثلاثة أيام لولاية وهران ،وذلك في سياق أجندة الزيارات التفتيشية التي ضبطها ديوان الرئيس والتي أكدت مصادرنا أنها تحمل زيارات لولايات الجمهورية ال 48 من دون استثناء للوقوف على حقيقة التطبيق الميداني لمحاور برنامجه التنموي المدعم ببرنامج خاص لدعم النمو. وقالت مصادر " الشروق اليومي " إن أجندة رئيس الجمهورية كانت من حيث الترتيب تحمل زيارة ولايتي وهرانومستغانم قبل الزيارة التي قادته لولاية سطيف وحتى قبل تلك التي قادته لولايتي البليدة والشلف أوائل شهر جوان الماضي ،هذا الترتيب الذي جعل السلطات المحلية لوهران عاصمة الغرب الجزائري تدخل في سباق مع الزمن لاستكمال المشاريع الإنمائية المنجزة وإعداد المشاريع المنتظر أن يعطيها إشارة الانطلاق الرئيس أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء . وحسب برنامج زيارة رئيس الجمهورية للولايتين فإنها تحمل من الأهمية والمحطات الكثيرة ما يجعل القول بزخمها وأهميتها فبرنامج زيارة ولاية وهران الممتدة على مدى 3 أيام يضم حوالي ال60 محطة متنوعة مابين مشاريع سكنية وطرقية وهياكل صحية وتربوية ، وإن كانت مشاريع قطاع السكن تحوز حصة الأسد ضمن برنامج زيارة الرئيس سواءا بولاية مستغانم أو ولاية وهران فحصة مشاريع القطاعات المتبقية لا يستهان بها خاصة وأن غالبيتها ذات العلاقة المباشرة بتحسين مستوى معيشة الساكنة ، الذي يعتبر هدفا رئيسيا لبرنامج دعم النمو المخصص له غلاف مالي قارب ال140 مليار دولار. زيارة الرئيس التي تدوم 5 أيام كاملة هذه المرة تحمل من الرمزية والدلالات السياسية ما يجعلها تغطي على أبعاد المشاريع الإنمائية التي ستسلم كاملة، فالرئيس يرمي لأن يرسخ تلك العلاقة المباشرة بينه وبين الشعب وفي كل مناحيها بما فيها تلك المتعلقة بالمشاريع الجوارية وبأصغر تفاصيلها ، خاصة بعد أن " فقأ " وعلى المباشر عبر شاشة التلفيزيون في زيارته لولاية سطيف مشكل " المكياج والتزيين الظرفي " للمحاور التي يعبر بها مؤكدا علمه ودرايته الكاملة بما يحدث من " تحت الطاولة " على المستوى المحلي كما هو عليه الحال على المستوى المركزي لنيل رضاه حتى ولو باستخدام سياسة " التزييف والتدليس " وإن كان الرئيس قد رسخ تقليدا جديدا لإبطال مفعول التقارير المغلوطة التي تصله من بعض وزراءه في الحكومة عن سير المشاريع باعتماد جلسات استماع للوزراء ،فقد اعتمد الزيارات الميدانية للولايات للوقوف على حقيقة تجسيد هذه المشاريع على أرض الواقع ومن خلالها تحديد مدى مسؤولية السلطات المحلية في الدفع بوتيرة الإنجاز أو الوقوف في طريقها . خرجات الرئيس التي تؤكد في كل مرة أن المواطن الذي فقد الثقة في المؤسسات السياسية المنتخبة وفي كل ما له علاقة بالفعل السياسي مازال يثق في شخص رئيس الجمهورية دون غيره ،هذا الاحتكاك الذي تدعم بمطلب شعبي صريح في الزيارة التي قادته لولاية سطيف تمثل في تمديد إقامة بوتفليقة بقصر المرادية لعهدة رئاسية ثالثة على نقيض ما يسمح به الدستور من شأنه أن يسهل مهمة الرئيس في حال طرح تعديلات على الدستور الذي كان من المفترض أن يشهد تعديلات نهاية السنة الماضية قبل أن يعلن رئيس الحكومة أن أجندة الرئيس تسببت في زحزحة هذا التاريخ لأجل غير مسمى .فهل ستحذو الجماهير في وهرانومستغانم حذو السطايفيين في مطالبة الرئيس بعهدة ثالثة؟ سميرة بلعمري:[email protected]