لاتزال حادثة اغتيال الشاب سعدي كمال بمنطقة آيت مليكش بلدية تازمالت يوم 13 جويلية المنصرم من طرف السيد اسماعيل ميرة قائد مجموعات المقاومين لمنطقة الصومام ونائب بالمجلس الشعبي الوطني، تصنع الحدث بمنطقة القبائل كون أن الحادثة جرت في ظروف غامضة وراح ضحيتها الشاب "س.ك" البالغ من العمر 31 سنة لم يكن يتوقع أن التدريبات الفردية التي كان يقوم بها بإحدى المناطق الخالية من الراجلين تعتبر الأخيرة بالنسبة له. بحيث لم يكن يعمل أحد انه أصيب بواسطة رصاصة واحدة، التي بسببها فقد حياته بعد أيام صعبة قضاها بين جدران المستشفى بأقبو. الشروق اليومي تنقل تفاصيل الحادثة بدقة بعد ساعة ونصف من مغادرتنا عاصمة الحماديين بجاية وصلنا إلى دائرة تازمالت، سألنا أحد الشباب عن قرية آيت مليكش وكم تبعد عن مقر البلدية، فأجابنا الشاب المذكور من تكونون أنتم، هل تبحثون عن مسكن عائلة سعدي التي فقدت خلال الأيام القليلة الماضية أحد أعز أبنائها "كمال"، فأنا في خدمتكم تعالوا معي لأقدمكم لأحد أفراد هذه العائلة وهو شقيق الضحية الذي سيحكي لكم القضية بالتفصيل. طبعا أنا وعائلتي وكل سكان دائرة تازمالت وخاصة سكان قرية أيت مليكش متأسفون عما قام به القاتل اسماعيل ميرة، هذا الشخص كان محبوبا لدى العام والخاص بمنطقة القبائل كونه شخصية بارزة، غير أن ماقام به باغتيال أخي الضحية أصبح شخصا مكروها وغير مرغوب فيه بالمنطقة لأنه قام بجريمة قتل في حق شاب بريء لم يكن يعلم بأن الشخص الذي انتخب عليه في 17 ماي الماضي سيقضي عليه، ورغم الدموع التي غمرت عيونه من كثرة البكاء محدثنا فضل سرد تفاصيل القضية، حيث قال إن شقيقه كمال كان يقوم بتدريبات فردية كالعادة في منطقة خالية من السكان والراجلين وساعات قبل الحادثة أوقف المتهم اسماعيل ميرة سيارته على جناح الطريق وطلب من شقيقه أن يقدم له وثائقه الشخصية للتأكد من هويته، وهو الأمر الذي لم يتم، وعليه وبعد مناوشة كلامية اشتبك الطرفان مما دفع بالقاتل باستعمال سلاحه الناري واطلق رصاصة على أخي وسبب له إصابة خطيرة على مستوى الكلية والأمعاء الغليظة مما تطلب نقله من طرف المجرم إلى مستشفى أقبو، حيث أجريت له عملية جراحية استغرقت وقتا طويلا، ولحسن الحظ تمكن الجراحون من استخراج الرصاصة بعد جهد كبير، لكن الوضعية الصحية للضحية لم تتحسن بل تدهورت بشكل كبير بدليل فقد أنفاسه الأخيرة بعد ثلاثة أيام من الحادثة. مصالح الأمن حققت في القضية قبل وفاة الضحية مصدرنا أضاف أن مصالح الأمن فتحت تحقيقا قبل وفاة الضحية وذلك للكشف عن أسباب قيام القاتل إسماعيل ميرة بهذه الجريمة النكراء التي سوف لن تنسى، وعليه أكد شقيق الضحية أن أفراد عائلته سوف يثأرون من القاتل في حال ما لم تطبق عليه اجراءات عقابية صارمة. كما كشف مصدر الشروق اليومي أن عائلة الضحية أصدرت بيانا سيمنح بداية من هذا السبت لمختلف وسائل الإعلام قصد نشره للرأي العام، وحسب مصدرنا دائما فإن هذا البيان يحمل مسؤولية الجريمة للقاتل اسماعيل ميرة، هذا الأخير بحثنا عنه بهدف معرفة أسباب قيامه بجريمة القتل لم نجده وعليه كشف لنا أحد أقاربه بأن المتهم أكد أنه مستعد للمثول أمام العدالة، معللا أن ماقام به من القتل هو الدفاع عن نفسه كون أن الضحية كان يبحث عن الوسيلة لتجريده من سلاحه مستعملا كامل قواه من أجل ذلك لكن لم يتمكن وهو ما دفعه لإطلاق رصاصة قاتلة اتجاهه، ومن جهة أخرى علمنا أن أهم النقاط التي حملها البيان هو دعوة وزارة العدل التدخل في القريب العاجل بهدف رفع الحصانة على المتهم كونه يشغل منصب نائب بالبرلمان، البيان حمل كذلك معلومات وجهت إلى السيد رئيس الجمهورية تطلب منه عائلة الضحية التدخل شخصيا لتوقيف العنصر الذي سبب مشاكل جمة في المنطقة. القاتل في حالة فرار المتهم اسماعيل ميرة اختفى عن أنظار سكان المنطقة، بحيث لم يظهر عليه أي أثر منذ الأسبوع الماضي وعليه تحدث بعض المصادر أنه يتواجد حاليا بالجزائر العاصمة وهو يتابع أخبار المنطقة بالهاتف. ن. هارون