تعيش عديد ولايات الجنوب الكبير احتجاحات عارمة وغير مسبوقة منذ الإعلان عن نتائج شهادة البكالوريا، بسبب ما سماه المحتجون بأخطاء فادحة وغير مقبولة في تاريخ المنطقة عقب الكشف عن النتائج ومن بين المحتجين أيضا ناجحون في البكاوريا تحصلوا على معدل 0.50 في العلوم التجريبية بينما تحصلوا على علامات بين 17 و19.50 في بقية المواد، ما يوحي إلى وجود خلط في صب النقاط. ففي المقاطعة الإدارية تقرت التابعة لولاية ورقلة طالب السيناتور عبد القادر جديع وزير التربية الوطنية محمد واجعوط بإيفاد لجنة تحقيق مستعجلة للنظر في ملف الطالبتين سويحات أميمة وبورنان أمال بعد فضيحة مدوية لم تسجل من قبل، ورد الاعتبار لهما من أجل تحقيق مبدأ العدالة التي هي حق يكفله الدستور لكل مواطن جزائري. وقال جديع في طلب رسمي وجه للوزير إن الطالبتين أقدمتا على اجتياز شهادة البكالوريا بعد تحضير جيد وحثيث بغية تحقيق حلمهما في النجاح في هذا الامتحان المصيري لكن الأمور سارت على عكس ما كانت الفتاتان تطمحان إليه للأسف حيث فوجئتا عشية الإعلان عن النتائج بوضع كلمة غش أمام كل مادة في كشف النقاط رغم عدم وجودهن متلبستين بالغش في أي مادة من المواد. جديع أضاف أنه اتصل شخصيا بمدير مركز الإجراء والذي نفى نفيا قاطعا الحادثة مؤكدا له عدم تسجيل أي حالة غش على مستوى المركز. وناشد السيناتور وزير التربية بإيفاد لجنة تحقيق في أقرب وقت ممكن وإنصاف الطالبتين اللتين تعيشان حاليا وضعية نفسية صعبة حيث ضاع أملهما في الحصول على شهادة البكالوريا برغم التحضير الجيد وتعرضتا للإقصاء لمدة خمس سنوات من دون وجه حق. جدير بالذكر أن التلميذتين المقصيتين تدرسان في كل من ثانوية الأمير عبد القادر وثانوية مسغوني محمد الصالح بتقرت شعبة أداب وفلسفة وقد أطلقتا مؤخرا عبر منصات التواصل الاجتماعي نداء استغاثة لوزير التربية الوطنية من أجل النظر والتحقيق في قضيتهما وإنصافهما. وفي ورقلة اعتصم عشرات الطلاب الذين اجتازوا امتحان شهادة البكالوريا السنة 2020 أمام مديرية التربية قدموا من مختلف دوائر وبلديات ورقلة، وذالك احتجاجا على النقاط الممنوحة لهم واعتبروا النتائج غير عادلة ولا تمثل توقعاتهم. وطالب هؤلاء إعادة النظر في هذه النتائج وطرق التصحيح التي تكررت عدة مرات خلال السنوات السابقة، وقال التلاميذ المحتجون إنهم سوف يواصلون الاحتجاج حتى تلبى مطالبهم مناشدين وزير التربية بإنصافهم و رد الاعتبار لشهادة البكالوريا التي اجتهدوا من أجل نيلها . وفي ذات السياق تجمع، الإثنين، عشرات المترشحين الأحرار الراسبين في شهادة البكالوريا إناث وذكور بغرداية أمام مديرية التربية رافعين شعارات تطالب بإعادة تصحيح أوراق امتحاناتهم، بعدما تفاجأوا بمعدلات النتائج المتحصل عليها مباشرة عقب إعلان نتائج البكالوريا. وقد ردّد المحتجون عديد الشعارات رفضا منهم على طريقة التصحيح والإقصاء على حد تعبيرهم مطالبين السلطات الوصية وعلى رأسها وزارة التربية والديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، إعادة النظر في صب النقاط وسلم التنقيط المتبع رغم أن عديد المترشحين أكدوا في تصريحات متفرقة ل "الشروق" أن العلامات الممنوحة في بعض المواد لا تتوافق مع طريقة إجاباتهم على غرار الشريعة الإسلامية التي منحت فيها علامة الصفر فضلا على مواد أخرى أساسية كالرياضيات والعلوم الفيزيائية. في سياق متصل كشفت أم إحدى المترشحات، أن أحد المراكز بعاصمة الولاية غرداية منح علامة موحدة لجميع المترشحين في شهادة البكالوريا وهو ما يطرح عديد التساؤلات حول منهجية التصحيح وسلم التنقيط المتبع.