قالت مصادر مطلعة وشهود عيان الأربعاء إن الجيش الموريتاني انتشر في المنطقة المتاخمة للحدود مع الصحراء الغربية تحسبا لأي طارئ بعد اندلاع أزمة المعبر الحدودي "الكركارات" بين المغرب وجبهة البوليساريو. وأوضحت المصادر أن الجيش الموريتاني دفع بعدد من وحداته إلى منطقة "بولنوار" المتاخمة لمنطقة " الكركارات" خشية اندلاع معارك بين المغرب والجيش الصحراوي، بهدف تأمين الحدود الشمالية الغربية لموريتانيا مع أراضي الصحراء الغربية، خاصة المنطقة العازلة التي تراقب فيها قوات الأممالمتحدة اتفاق وقف إطلاق النار بين المغرب وجبهة البوليساريو. وقال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة سيدي ولد سالم، إن أزمة الكركرات تتعلق بمنطقة منزوعة السلاح ونزاع قديم «لسنا طرفا فيه». وأضاف ولد سالم في المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومة: "طبعا معنيون به بوصفنا جيرانا للأطراف". كما أشار إلى أن الدبلوماسية تعمل على حل المشكلة في أسرع وقت وبأقل كلفة. من جانبه وزير الأمن الصحراوي عبد الله لحبيب البلال أن التصعيد العسكري الخطير المغربي بالقرب من الثغرة غير القانونية بالكركرات يهدد المنطقة بالانفجار في أي لحظة، مشددا على أن تخطي القوات المغربية لجدار الرملي يعني العودة إلى الحرب. وأوضح الوزير الصحراوي في لقاء مع وكالة الأنباء الجزائرية أن المغرب أرسل في الأيام الأخيرة إلى منطقة الكركرات بالقرب من الثغرة غير القانونية تعزيزات عسكرية وجرافات، لإقامة الأحزمة الرملية ما يهدد المنطقة بالإنفجار في أي لحظة، والعودة إلى المربع الأول، أي "استئناف الحرب من جديد". وأضاف عبد الله لحبيب في حديثه عن التطورات الميدانية بمنطقة الكركرات "أمام التصعيد العسكري المغربي الخطير واستفزازاته و تهديداته بفتح الثغرة غير الشرعية عنوة، فإن جبهة البوليساريو تؤكد على أن تخطي القوات المغربية لحزام الذل و العار شرقا هو العودة إلى الحرب وإقبار اتفاق وقف اطلاق النار". وأبرز في ذات السياق، أن جبهة البوليساريو أعلنت الطوارئ القصوى تحسبا لكل الإحتمالات بما فيها استئناف الحرب من جديد و فرض خيارات شعبها في الاستقلال و الحق في الحياة بكل حرية و كرامة و سيادة، مشيرا إلى أن المؤتمر 15 للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب قرر مراجعة التعاطي مع الأممالمتحدة و" قد آن الآوان لوضع هذا القرار حيز التنفيذ" . وتابع يقول " الثغرة مغلقة بصفة نهائية و تامة والمعتصمون صامدون في أماكنهم و متحملون لكل الظروف القاسية لكن معنوياتهم مرتفعة جدا و يتجولون بكل أريحية في ترابهم المحرر، بما في ذلك المحيط الأطلسي، و جبهة البوليساريو ملزمة بحماية المواطنين المدنيين العزل في احتجاجاتهم السلمية الراقية". واعتبر غلق الثغرة غير الشرعية، والهبة الشعبية المساندة لهذا العمل "رد في المستوى على تقاعس بعثة المينورسو في تلبية مطالب الشعب الصحراوي بخصوص تنظيم استفتاء لتقرير المصير"