بعد نصف عام من الخلق وتعليق نشاطاتها السياحية الداخلية والخارجية ومنعها من تنظيم أي نشاط سياحي بسبب انتشار فيروس كورونا الذي ظهر في الجزائر خلال شهر مارس المنصرم، واستئناف نشاطها شهر جوان الماضي وسط خلق الشواطئ والمتنزهات هاهي الوكالات للسياحية تدق ناقوس الخطر مجددا، بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة بالفيروس كورونا الذي يهدد بإحالته على البطالة من جديد. ولجأت الوكالات السياحية إلى مواكبة الوضع ونشطت أغلبها في تنظيم رحلات إلى الجنوب الجزائري على غرار واد سوف المعروفة بمدينة ألف قبة وقبة، وجانت بإليزي وتقرت في ورقة، وغرداية وغيرها، كما نظّمت رحلات جماعية إلى عمق الصحراء خلال المولد النبوي الشريف، على أمل أن تُعوض ولو جزء صغير من الخسائر التي تكبدتها طيلة فترة الغلق المقدرة بستة أشهر متتالية، حيث تلقت أوامر بإعادة الفتح عندما انخفض عدد الإصابات بالفيروس، وفقد شراسته، ليرتفع خلال الأسبوع المنصرم، بين ليلة وضحاها ويتعدى 840 إصابة، الأمر الذي جعل العديد من أصحاب النشاطات التجارية متخوفة من فرضية إعادة غلق وتعليق الأنشطة التجارية مثلما حصل في السابق، وهو نفس الأمر الذي تخوفت منه أغلب الوكالات السياحية، حيث أبدى عمر قابور صاحب وكالة قابور ترافل للسياحة والأسفار بالعاصمة في اتصال بالشروق، تذمره وتخوفه من تعليق نشاطاتهم مرّة أخرى، وذكر أنّ الرحلات السياحية التي تنظمها الوكالات السياحية تحترم فيها جميع شروط الوقاية من الفيروس ابتداء بالتباعد إلى ارتداء الكمامات واستخدام المعقمات، كما أنّ أغلب الوكالات تعمل في عطلة نهاية الأسبوع فقط، وهذا لن يُؤثر حسبه، بشكل كبير على الزبائن، خاصة في ظلّ إتباع الإرشادات الوقائية التي تحميهم من الإصابة بالفيروس.. من جهتها إيناس مداسي صاحبة وكالة نوميديا للسياحة والأسفار فرع عين السمارة ولاية قسنطينة، أكدت في اتصال بالشروق، أنّ العديد من الوكالات السياحية لم تستأنف نشاطاتها بعد قرار رئيس الجمهورية في السادس من شهر جوان المنصرم القاضي بإعادة الفتح، وقالت في هذا الشأن " نحن لم نفتح حتى نتخوف من إعادة الغلق"، لأنّ نشاطاتهم كما ذكرت المتحدثة متعلقة بالمطار وفي ظلّ استمرار غلق المطار الدولي، فإنهم لا يستطيعون العمل وفقا للسياحة الداخلية، باعتبار أنها تكبدهم هي الأخرى خسائر وليس فيها أي جانب من الربح، خاصة وأن معظم الفنادق الجزائرية، كما ذكرت مداسي باهظة الثمن، كما أن السياح يفضلون السياحة الخارجية، ويرفضون دفع تكاليف باهظة من أجل التجول سواء في الصحراء أم في ولايات أخرى، وأضافت المتحدثة أن أزمة كورونا أدخلت العديد من الوكالات في دوامة، فمنهم من تخلى عن نشاطه وهناك من قام ببيع مقر الوكالة، لتفادي دفع تكاليف الضرائب وكراء المقر الذي ظل عالقا لأشهر من دون أي نشاط.