لا تزال الأحزاب السياسية في البلاد تنتقد التحاق النظام المغربي بركب المطبعين مع الكيان الصهيوني، معتبرين هذه الخطوة بمثابة الطعنة الغادرة في ظهر قضايا التحرر في العالم، في حين طالبوا السلطة في البلاد باتخاذ إجراءات سريعة لاحتواء هذه الأزمة ومواجهة ما صفوه بالخطر القادم. يبدو أن التحاق المغرب بركب المطبعين، على حساب الشعبين الصحراوي والفلسطيني لا يزال يصنع الحدث على المستوى الدولي والوطني، فردود الفعل المستهجنة من الطبقة السياسية في البلاد لهذه الخطوة مستمرة، حيث وصفت حركة النهضة في بيان لها الخطوة المغربية ب"الطعنة الغادرة" للقضية الفلسطينية، خاصة وأن التطبيع – حسبهم – جاء عبر مقايضة دنيئة قائلين: "ترامب قدم مكافأه مباشرة للمغرب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، واعتبار حركة التحرير الصحراوية البوليساريو حركة إرهابية، هو خطوة عدائية تجاه الجزائر ومن شأنها التسبب في تعقيد علاقتها بالمغرب وزعزعة استقرار المنطقة وتعطيل مسار الاتحاد المغاربي"، كما حملت النهضة المغرب مسؤولية ما سينجر عن هذا التطبيع الذي يندرج ضمن اتفاقية العار – حسبهم – مع الكيان الصهيوني ، لتضيف الحركة: "التطبيع هو ضرب في الصميم للقضية الفلسطينية، ولاستقرار الجزائر وهذا لخدمة أجندات أجنبية هدفها تأجيج الأوضاع على حدودنا ومع دول الجوار". بالمقابل، تدعو الحركة، السلطة في الجزائر إلى قراءة هذا التطور الخطير – حسبها -والإسراع إلى إزالة الاحتقان في الساحة السياسية، والعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال فتح حوار شامل مع الشركاء السياسيين والاجتماعيين. من جانبه، يؤكد رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، محسن بلعباس، أن الجزائر ظلت منذ استقلالها تؤيد حق تقرير مصير كافة الشعوب المستعمرة دون تمييز، مشيرا إلى أن الاعتراف المزعوم للولايات المتحدةالأمريكية بسيادة المغرب على الصحراء الغربية لن يغير شيئا. وشدد بلعباس في منشور بصفحته الرسمية بموقع فايسبوك، أن موقف الجزائر مدرج في عقيدة الأممالمتحدة فيما يخص قضية الصحراء الغربية باعتبارها قضية تقرير مصير لا تزال على جدول أعمال الأممالمتحدة، مضيفا أن الولاياتالمتحدة دافعت عن حق تقرير مصير الشعوب، كمبدأٔ، منذ نهاية الحرب العالمية الأولى على لسان الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون عام 1918، مؤكدا أن الانقلاب في الموقف الذي جاء به ترامب لا يغيّر شيئا في المشكلة ويضع بلاده في تناقض مع تاريخه وكذلك مع الأممالمتحدة. وهو نفس الموقف الذي ذهب إليه، حزب البعث الاشتراكي غير المعتمد، عبر ناطقه الرسمي أحمد شوتري، الذي يرى أن انضمام المغرب لقافلة المطبعين كان متوقعا بحكم العلاقات شبه العلنية التي كانت بينهما منذ سنين عن طريق اليهود المغاربة الموجودين ضمن مفاصل إدارة الكيان الصهيوني، والتي ظلت تربطهم علاقات مباشرة مع النظام الملكي المغربي حتى قبل اتفاقية كامب ديفيد 1979 مع مصر. وعليه فإن الإعلان الرسمي الأخير بتطبيع العلاقات بين المملكة المغربية والكيان الصهيوني – حسبهم – ما هو الا تتويج لتلك العلاقات القديمة في ظل تهاوي بعض الأنظمة العربية مؤخراً، أما التبريرات التي ساقها النظام الملكي المغربي حسب بيان صادر عن الحزب: "جاءت لتعطي جرعات لليمين الصهيوني الذي بات معزولا حتى داخل فلسطينالمحتلة، وإرضاء لرئيس أمريكي سقط ولن يعود".