أخيرا دخل جمال بلعمري أجواء مباراة في كرة لقدم، منذ أول ظهور له خلال مباراة ناديه في ليل والتي انتهت بالتعادل. عودة جمال بلعمري إلى أجواء المنافسة كانت سهرة السبت، عندما سافر فريق ليون إلى نيس لملاقاة رفقاء هشام بوداوي الذي لعب كل أطوار المباراة، وسارت الأمور كما أرادها مدرب ليون رودي غارسيا، حيث تمكن زميل بلعمري ونجم برشلونة القادم الفرنسي ديباي من تسجيل ركلة جزاء كانت أشبه بالهدية من مدافع نيس، قبل أن يضيف الجنوب إفريقي كيديويري الهدف الثاني من هفوة من بوداوي، ليسجل في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول الجزائري الأصل أمين غويري هدف الأمل بالنسبة لنيس، في الشوط الثاني أراد مدرب نيس الروماني أورسيا إحياء هجوم فريقه النائم، فأقحم يوسف عطال العائد من إصابة هي الرابعة منذ بداية الموسم، حيث دخل عطال في حدود الدقيقة 62 وكان ظاهر عليه التحفظ والخوف من الاحتكاك. ومن سوء حظه وحظ نيس أن لاعب ليون الكامروني آكامبي سجل هدفا ثالثا قاتلا بعد دقيقة من دخول عطال، حيث بعثر كل أوراق نيس الذي جازف وغامر في الهجوم بطريقة عشوائية ولم يتمكن عطال من تقديم الإضافة كما غرق بوداوي في فوضى خط الوسط، قبل أن يقضي حسام عوار نهائيا على آمال نيس بهدف رابع، أكد الحالة السيئة لنادي نيس الذي صار مهددا في المركز 12 في الترتيب العام في الدوري الفرنسي وهو الذي وضع ضمن مستقبلياته الحصول على مرتبة أوربية كما فعل الموسم الماضي، لكنه صار لا يحصد سوى الهزائم سواء في الدوري الفرنسي أو في منافسة أوربا ليغ التي غادرها من دور المجموعات وفي مرتبة أخيرة بالرغم من ضعف الأندية التي كانت في مجموعته باستثناء نادي فيردير بريمن الألماني. الجديد في المباراة هو أن مدرب ليون عندما اطمأن على النتيجة برباعية، قام بإقحام جمال بلعمري في حدود الدقيقة 81 في مكان المدافع البلجيكي دينايير، وشابه جمال نفسه بلعبه بحرارة كبيرة وكان يلعب وكأنه أساسي دائم في ناديه، على أمل أن يكون له مزيد من الدقائق في مباراة ليون القادمة أمام نانت قبل توقف الدوري الفرنسي لقرابة 14 يوما، حيث سيعود في السادس من جانفي 2021 بمواجهة لانس في ليون، قبل السفر إلى ران ثم استقبال ماتز ومعاودة التنقل إلى سانت تيتيان في "الداربي" الشهير، ما يعني أن شهر جانفي سيكون من دون صعوبات بالنسبة لليون الذي صار المنافس الأول وربما الوحيد لباريس سان جيرمان، وجنيه لمرتبة أوروبية في رابطة الأبطال شبه مؤكد وقد يفعلها بخطفه للقب من أنياب باريس سان جيرمان إن واصل توهجه بهذا الشكل. بعد نهاية المباراة برباعية لصالح ليون توجّه جمال بلعمري نحو زميليه في المنتخب الجزائري يوسف عطال وهشام بوداوي وتبادلوا الحديث في أجواء حميمية. وإذا كان جمال قد خرج مبتهجا بالفوز الذي قفز بناديه إلى غاية السبت إلى المركز الأول في الدوري الفرنسي قبل مواجهة ليل وباريس سان جيرمان التي لعبت سهرة أول أمس، فإن حالة عطال كانت سيئة جدا، ففريقه في منحدر بياني معقد، وكل فرص الرحيل إلى فريق أقوى تقلصت بسبب كثرة الإصابات وتراجع أداءه وقلة الطلب عليه، أما هشام بوداوي فعليه الاقتناع بأنه في مدرسة لأجل التعلم أكثر بسبب سنّه 21 عاما، وأيضا ارتكابه لبعض الأخطاء كما حصل في الهدف الثاني لليون الذي يتحمله أكثر من بقية اللاعبين. لا أحد فهم لماذا دفع مدرب ليون غارسيا ببلعمري في الدقيقة 81 وكيف سيعامله في آخر مباراة أمام نانت في سنة 2020، لأن أصوات صارت تنادي بتغيير جمال بلعمري للأجواء، فلو يبقى حبيس مقاعد الاحتياط فقد يفقد مكانته مع المنتخب الجزائري، وهو لاعب مهم جدا في استقرار وسط دفاع الخضر رفقة عيسى ماندي على حافة بداية تصفيات مونديال قطر، الذي يعتبر الأخير بالنسبة لجمال بلعمري الذي جاوز سن الثلاثين ولمدرب ليون مبرراته فخط دفاعه مستقر ويقدم أداء كبيرا في صورة ما حصل في باريس أمام سان جيرمان. ب.ع