شهدت عديد الولايات الوسطى والشرقية، خلال اليومين الماضيين، تساقطات مطرية وثلجية معتبرة، ضمن موجة اضطرابات جوية، ضربت تلك المناطق. وبقدر ما صنع تساقط الثلوج لوحة جميلة، فقد أدى إلى شل عديد الطرقات الحيوية. اكتست جبال ولاية جيجل نهار السبت الماضي، حلة بيضاء، بعد ليلة شهدت تساقطا للثلوج مست المرتفعات التي يفوق علوها 700 متر، وشهدت البلديات الجبلية ال18، التي تعدها الولاية، تساقطات معتبرة وبلغ سمك الثلوج في بعض المناطق 20 سم، كما هو الحال في بلدية سلمى زيادة. بينما هبطت درجات الحرارة إلى ثمانية تحت الصفر في مرتفعات الولاية، التي عرفت أيضا تساقطات مطرية معتبرة، بلغت كميتها 60 ملم. وعرفت مناطق في الولاية اضطرابات في التزود بالكهرباء. انهيار بناية سكنية بسكيكدة وأدت الأمطار المتهاطلة بكثافة على سكيكدة، إلى انهيار بناية ب"حومة الطليان" في عاصمة الولاية، من دون وقوع إصابات. وأعقب ذلك غلق السكان الطريق، احتجاجا على تأخر السلطات في ترحيلهم من البناية التي تعود إلى عهد الاستعمار، قبل وقوع الكارثة. ولم يخلف "الزائر الأبيض"، موعده مع ولاية سطيف، حيث تساقط بكثافة على عاصمة الهضاب وبلدياتها. وسجلت على مستوى الطرق الوطنية والولائية والبلدية، صعوبة في السير، جراء تراكم الثلوج، خاصة على مستوى الطريق الرابط بين سطيف وعموشة، والطريق الوطني رقم 74 الرابط بين سطيف وعين عباسة. فيما لم يسجل أي غلق تام للطرق، سيما الطريق السيّار. ولم تحص الحماية المدنية، حوادث مقترنة بتساقط الثلوج. وتسببت الثلوج التي تهاطلت، على المناطق الجبلية بولاية ميلة، في غلق العديد من الطرق الوطنية والولائية والبلدية، مما تسبب في عرقلة حركة المرور وعدم التحاق بعض المواطنين القاطنين بالمناطق الجبلية المرتفعة بأماكن عملهم سواء في المؤسسات الخاصة والعامة ببلديات مينار زارزة، تسدان حدادة، تسالة لمطاعي، أعميرة أراس، العياضي برباس وبالتحديد قرى السطاح والشوارفة وتاصافت وترعي باينان، حمالة والشيقارة. كما حاصرت الثلوج مركبات المواطنين، الأمر الذي استدعى تدخل السلطات المحلية وتسخير جرافات وكاسحات الثلوج لفك الحصار عليها، بشكل دوري، ما جعل حركة المرور بتلك الطرق تتعطل لفترات التساقط لتفتح بعدها مباشرة، ووصل سمك الثلوج بتلك المناطق والطرق التي تم فتحها قرابة ال10 سنتيمترات، فبمنطقة السطاح وأم الربعة والشوارفة التابعة لبلدية تسدان حدادة والتي يصل ارتفاعها إلى 1100 متر عن سطح البحر، تسببت كثافة الثلوج في تعطل حركة المرور على الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين ولايتي سطيفوجيجل، منذ بداية التساقط السبت. وتفيد مصادر محلية ل"الشروق" بأن سمك الثلوج بلغ 10 سنتيمترات، وقد استنجدت المصالح البلدية بكاسحات الثلوج والجرافات لفك الحصار عن العائلات والموطنين الذين يستعملون تلك الطرق والمسالك للوصول إلى منازلهم. للإشارة، فإنه بعد تدخل مصالح البلديات، تم فتح جميع الطرق المذكورة ولم تسجل أي خسائر في الأرواح. خط للتبليغ عن المضاربين بالغاز وبوسط البلاد، أفادت مصالح الحماية المدنية والدرك الوطني بالبويرة، أن الثلوج تراكمت بالطريق الوطني رقم 15 على مستوى منطقة تيروردة وكذا رقم 33 الرابطين بين البويرة وتيزي وزو، لاسيما على مستوى منطقة أسول، إضافة إلى الطريق الوطني رقم 30 على مستوى منطقة تيزي نكولان، مما تسبب في تعذر التنقل عبرهما وبين ولايتي البويرة وتيزي وزو لمدة، قبل أن تسارع الجهات المختصة لفتحها، فيما عرفت الجهة الجنوبية تساقطا للثلوج لأول مرة هذا الموسم، على غرار ديرة والدشمية وبرج اخريص، مما أدى إلى غلق مؤقت لبعض الطريق. كما عرفت منطقة تيكجدة تساقط كميات معتبرة من الثلوج أعادت لها جمالها المعهود غير أنه تعذر على الكثيرين الوصول إليها بسبب الزحمة وصعوبة التنقل والسير عبر الطريق. وسجلت حوادث سير على الطريق السيار، على غرار انقلاب شاحنة ببلدية بشلول بعد تساقط الأمطار. وفي تيزي وزو المجاورة، تسببت الثلوج المتساقطة منذ مساء الجمعة، في غلق الطريقين الوطنيين رقم 30 و33 المؤديين إلى البويرة. وكذا الطريق الوطني رقم 15، المؤدي إلى بجاية. حيث تدخلت السلطات المحلية وكذا قوات الدرك الوطني لفتح الطرقات باستعمال كاسحات الثلوج، إلا أن التساقط المكثف، جعل من المهمة شبه مستحيلة. أما الطرقات غير المعبدة والرابطة بين القرى والمداشر النائية، فقد بقيت مغلقة والقرى معزولة، ولمنع المضاربة بغاز البوتان، وضعت المصالح المعنية رقما مجانيا في خدمة المواطنين قصد التبليغ عن أي عملية بيع بسعر يتجاوز 200 دج للقارورة. واكتست، مرتفعات ولاية بجاية، الحلة البيضاء بعد التساقط الكثيف للثلوج، التي خلفت صعوبة كبيرة في حركة المرور على مستوى المحاور الرئيسية بالولاية، خاصة على مستوى الطريق الوطني رقم 09، الرابط بجاية بولاية سطيف. مع صعوبة في السير على الطريق الرابط بين شلاطة وأوزلاقن.