رد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، على تبريرات ملك المغرب محمد السادس ورئيس الوزراء سعد الدين العثماني للتطبيع مع الكيان الصهيوني قائلاً إن المطبعين يتعلقون بأوهام ووعود كاذبة. وأضاف الريسوني في حوار مع وكالة "قدس برس" للأنباء، الاثنين، إن "علماء المسلمين في عمومهم يقفون مع كامل الحقوق الفلسطينية، ويقومون بتوعية المسلمين بحقائقها وأهميتها، وبوجوب الدعم والنصرة للشعب الفلسطيني بكل الوسائل الممكنة، ويجعلون قضية القدس في مقدمة اهتماماتهم الدائمة". ولفت الريسوني إلى أن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، باعتباره أكبر منظمة للعلماء، لا يتوقف عن إقامة المؤتمرات والأنشطة المساندة للقضية الفلسطينية لتوعية المسلمين، "بل لايزال ملتزماً بإبطال وتفنيد كل أعمال المطبعين والمشايخ التابعين لهم من تحريف وتضليل، بغية تسويغ جريمة التطبيع باسم الإسلام". وأوضح الريسوني، أن "العلماء لا يملكون إلا قول كلمة الحق وبيانها للناس في كل وقت وحين، وبالتالي، ليس لهم سلطة ولا مال ولا مناصب سياسية، وحتى حرية الكلمة تتعرض للتضييق أو المنع في عدد من البلدان الإسلامية". وبالنظر إلى بعض الدول العربية التي أقامت علاقات وطيدة مع الاحتلال الإسرائيلي، ذكر الريسوني، أن الاتحاد أصدر عدة بيانات ووثائق تتضمن البيان العلمي لحكم الشرع في هذه الخطوات، و"هو أنها محرمة وباطلة، لكونها تشكل خذلاناً للشعب الفلسطيني الشقيق وتواطؤاً ضده، وغدراً خلفياً له، وتنازلاً فعلياً عن المسجد الأقصى المحتل، إلى جانب تشجيع الاحتلال على الاستمرار في اغتصاب الأراضي المحتلة والتمادي في العدوان". تطبيع المغرب وفي رده على تبريرات المطبعين مع الاحتلال، والزعم بأن "التطبيع مع إسرائيل" يأتي في إطار حفظ مصالح الدولة والشعوب، أجاب الريسوني: "الحكام المطبعون إنما يطبعون خوفاً وطمعاً، وحفظاً لمصالحهم ومصالح أنظمتهم، وربما تعلق بعضهم بأوهام ووعود كاذبة سرعان ما تتبخر ويظهر أنها مجرد خداع وزيف". وأضاف متسائلاً: "اسألوا عن المطبعين القدامى ماذا حققوا لشعوبهم؟ وماذا حققوا للقضية الفلسطينية؟ ما نراه ونعيشه هو أنهم في كل خطوة تطبيعية يتقهقرون إلى الوراء ويتنازلون ويستسلمون أكثر فأكثر". وحول خطوة النظام المغربي بالتطبيع مع الاحتلال، قال: "التطبيع المغربي كان صادماً أكثر من غيره، لكون الدولة المغربية لها من المقومات ومن القوة والتماسك ما يغنيها ويبعدها عن هذا السقوط المفجع، لكنها للأسف خضعت في النهاية للمساومات والابتزاز والترغيب والترهيب". وأشار إلى أن "حزب العدالة والتنمية" الإسلامي الذي يقود الائتلاف الحاكم في المغرب، "لم يتخذ أي خطوة نحو التطبيع، بل هو كغيره من الناس علم بما وقع من خلال وسائل الإعلام، فأصحابه ليس لهم من الأمر شيء، فهم يريدون ما لا يستطيعون، ويفعلون ما لا يريدون"، على حد قوله. يشار إلى أن العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، كان قد شارك بالتوقيع على اتفاقات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في الرباط، يوم 22 ديسمبر الجاري، كما برر في عدة مقابلات قرار التطبيع مع "إسرائيل".