تعمل التكنولوجيا، في القرن الحادي والعشرين، لصالح الأفراد في مختلف المجالات، حتى إنها طورت تطبيقات خاصة بالمراقبة، وجهت في البداية ليستعملها الأولياء لتتبع أطفالهم والبقاء مطلعين على سلوكاتهم اليومية، لكن يبدو أن هذه التطبيقات استعملت لأغراض أخرى. فقد لجأ إليها أرباب العمل، وحتى الأزواج لكشف الخيانة، والتجسس على تحركات الشريك، ليخرج هذا الاختراع عن وظيفته السلمية وغايته السامية، محدثا مشاكل اجتماعية ومخلفات نفسية خطيرة. فايسبوك يكشف جوسسة زوجته ويقودهما إلى الطلاق شهدت محكمة البليدة قضية طلاق، تعد من أغرب القضايا الحديثة المسجلة، إذ أقبل كهل أربعيني على وضع حد لحياته الزوجية، بعدما اكتشف أن زوجته العشرينية تقوم بالتجسس عليه عبر تطبيقات الهاتف النقال، لتعرف ما إن كان لايزال على تواصل مع زوجته السابقة. المعني، "غ. أ"، تلقى إشعارات على موقع فايسبوك ثم قام بالتحري واستخدام الإعدادات، ليكتشف أن زوجته قامت بتحميل تطبيقين خطيرين، لمعرفة محتوى مكالماته والرسائل النصية والصوتية التي تصله، وتتبع خطواته خارج البيت، ليقوم بعد ذلك بالتأكد من الأمر بتعمد ترك هاتفه في متناولها ومراقبتها، ثم تطليقها. سرقت ممتلكاته لأنه يخونها يقال إن الزوجة الغيورة يمكن أن تتحول إلى مجرمة، أو أن تقبل على أي فعل غير متوقع، إذا حدث أن اكتشفت خيانة زوجها. هذا ما حدث مع إيمان، 34 سنة، تزوجت بعد قصة حب جمعتها مع شريكها لأربع سنوات، تركت دراستها، وأوقفت جميع طموحاتها لتعيش في كنف الرجل الشهم، أو هكذا اعتقدت فيه، قبل أن تتغير طباعه مع الوقت، ثم يظهر لها ولأولاده اللامبالاة وعدم الاهتمام بأبسط أمور حياتهم. زوجة الطبيب هذه اضطرت إلى مراقبة زوجها عبر تطبيقات إلكترونية ثبتتها على هاتفه، حتى تتأكد من خيانته أو تلغي شكها، تروي قصتها للشروق العربي: "كشفت اتصالاته، وصوره، ورسائله، أنه يعاشر زميلته في العمل منذ ثماني سنوات، أعلم أنني استعملت التكنولوجيا بشكل خاطئ، ولكن اعتقد أنها كانت رسالة الله إلي وإلى أولادي، فكل تلك الثروة التي كان يجمعها، وأحافظ عليها، ولو على حساب حاجة أبنائي، لم تكن سوى مدخرات لحفل زواجه من رفيقته، وليتمكنا من السفر بعدها..". إيمان، التي انتقدتها أغلب السيدات بعد نشرها قصتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت قد اختارت تتبع خطط زوجها باستخدام الهاتف فقط، ثم أخذت ماله لشراء شقة صغيرة لأطفالها، قبل أن تواجهه بكامل الأدلة والبراهين التي تثبت خيانته لثقتها العمياء. إذا أهداك أيفون فتأكدي من كونه يراقبك هذه النصيحة المتداولة بين المراهقات مؤخرا.. فقد عرفت هواتف أيفون بكونها أكثر الأجهزة التي تستخدم للجوسسة، وقد صممت تطبيقات لها خاصة بهذا الغرض.. سماح، من الأشخاص الذين تعرضوا للاعتداء عن طريق هاتف أيفون، فالجوسسة الإلكترونية لها أبعاد وانعكاسات خطيرة أخرى غير تلك المتعلقة بالغيرة وحب الامتلاك، تقول: "أهداني خطيبي هاتف أيفون جديدا، كامتنان لتخرجي بتقدير ممتاز، لكن يبدو أن الغرض من هذه الهدية الثمينة لم يكن كسب ودي بل مراقبتي، فقد كان محملا بتطبيقات تحفظ كل تفاصيلي ومكالماتي التي أجريها مع صديقاتي، كل الصفحات التي أزورها على مواقع التواصل الاجتماعي، والأبشع من كل هذا، أن التطبيقات تحمل صوري الشخصية التي ألتقطها بكميرا الهاتف، حتى تلك التي أقوم بحذفها"، خطيب الضحية سماح، من جنسية عربية، وقد استعمل صورها كسلاح لتهديدها في حال فكرت في تركه. للإشارة، فإن جهات قانونية تؤكد أن الجوسسة الإلكترونية عبر تطبيقات الهاتف النقال، إذا تم إثباتها بالدليل، وخاصة إذا حدث أن خلفت مشكلات، تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون.