شهدت عديد ولايات وسط وشرق البلاد، تساقطات معتبرة للثلوج خلال اليومين الماضيين، ورغم تحذيرات مصالح الأرصاد الجوية، إلا أن كثيرا من الأشخاص، استهانوا بالخطر وتنقلوا إلى المرتفعات بغية الاستمتاع ب"الزائر الأبيض" ليجدوا أنفسهم عالقين، ما تطلب تدخل الحماية المدنية والجيش، ومختلف الهيئات المعنية لإنقاذهم. أفادت خلية الإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية بالبليدة، في بيان لها أن 12عائلة بقيت محصورة لساعات داخل مركباتها، على مستوى مرتفعات الشريعة، بسبب الانزلاقات وعدم تزويد عجلات المركبات بالسلاسل، وتواجدهم في مسالك وعرة نسبيا. وتسببت الاضطرابات الجوية في حادث مرور، حيث انحرفت سيارة سياحية بمنطقة تافرانت على الطريق الرابط بين الشريعة وبوعينان ما خلف تعرض راكبين اثنين لإصابات. كما وجدت العشرات من العائلات والأطفال القادمين من ولايات مختلفة لزيارة المنطقة السياحية تيكجدة بأعالي البويرة نفسها عالقة مساء الجمعة وسط اختناق مروري كبير وتعذر حركة السير بسبب العدد الهائل من المركبات، مما حول زيارتها إلى جحيم لاسيما بعد هبوب عاصفة ثلجية كانت مصالح الأرصاد الجوية قد حذرت منها، مما تطلب تجند مختلف المصالح من حماية مدنية وأسلاك أمنية في عملية استمرت إلى غاية فجر السبت قصد تسهيل فك الاختناق وتمكين العائلات من العودة بسلام. عالقون يطلبون النجدة عبر الرقم الأخضر وفي ولاية المسيلة أجْلت ليلة الجمعة، مصالح الحماية المدنية بالتنسيق مع أفراد الجيش والدرك الوطني العشرات من الأشخاص الذين حاصرتهم الثلوج في جبال المعاضيد شرق الولاية. وبحسب ما أفاد به بيان صادر عن خلية الإعلام لدى مصالح الحماية المدنية، فقد جرى إنقاذ ومساعدة ومرافقة العديد من العائلات والأفراد، الذين وجدوا صعوبات في العودة إلى منازلهم، بفعل تساقط كميات من الثلوج والصقيع مساء الجمعة، بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين، وذلك إثر تلقي نداء عن طريق الرقم الأخضر. ما تطلب تجند كل أفراد الحماية المدنية، الذين تنقلوا إلى أعالي المنطقة، وبالأخص جبال أولاد شعيب، أولاد سيدي منصور وغيرها، لمد يد العون والمساعدة للمواطنين، الذين قصدوا المنطقة من أجل الاستجمام أو زيارة أراضيهم وممتلكاتهم. وبحسب ذات الجهات تم إعادة فتح الطريق رغم صعوبة المهمة، بفعل الانزلاقات وطبيعة المنطقة التي تتميز بتضاريس وعرة ومنحدرات تشكل خطرا حقيقيا على أصحاب المركبات خاصة أثناء النزول إلى مركز البلدية. وتم بالمناسبة تسخير كل الإمكانيات المادية والبشرية من مركبات وكاسحات للثلوج، بالتنسيق مع مصالح الأشغال العمومية والسلطات المحلية للبلدية، لإجلاء 59 رجلا،11 طفلا و9 نساء، كانوا على متن 22 مركبة منها شاحنة ودراجة نارية بمنطقة أولاد سيدي منصور. كما تم إلى غاية الساعات الأولى من نهار السبت، إجلاء 10 أشخاص آخرين كانوا على متن 5 مركبات بمنطقة أولاد شعيب، بواسطة مركبات الحماية المدنية، نتيجة عدم القدرة على سياقة تلك السيارات، بفعل تراكم الجليد والصقيع والانخفاض المسجل في درجات الحرارة ومنه تركها في أماكنها خوفا من حدوث حوادث أو انزلاقات. وفي الإطار ذاته، وجهت مصالح الحماية المدنية نداءً إلى المواطنين والزوار لتجنب التجوال أو التنقل إلى المناطق ومحاور الطرقات التي تشهد تساقطا للثلوج، حرصا على سلامتهم، والتبليغ عن كل الحالات عن طريق الأرقام الموضوعة تحت تصرف المواطنين. من جهتها، شهدت مناطق شمالية لولاية المدية تساقطا معتبرا للثلوج، غير أنها لم تعق كثيرا حركة المرور، عدا تلك الصعوبة المسجلة في بعض النقاط السوداء، كمنطقة ماسكوني والفرنان ببن شيكاو، على مستوى الطريق الوطني السيار شمال جنوب. وكذا الطريق الوطني رقم 60 الرابط بين العمارية وبوقارة، الذي شهد صعوبة هو الآخر في ساعات الصباح الأولى، شأنه شأن الطريق الوطني الرابط بين أولاد عنتر ودراق أقصى جنوب غرب المدية، فيما عرفت هذه الطرق وكل شبكة الطرقات عبر تراب الولاية، الوطنية منها والولائية انسيابية، بمرور الساعات وتدخل رجال الدرك والحماية المدنية ومصالح الأشغال العمومية. وفي شرق البلاد تساقطت الثلوج مساء الجمعة، على مرتفعات سطيف وباتنة وجيجل ولكن ليس بنفس الكثافة التي كانت عليها في الأسبوع الماضي، ما جعل الحياة تسير بشكل طبيعي، ما عدا في ولاية برج بوعريريج، حيث كانت أشد كثافة والتي سجل بها انقطاع للطريق الولائي رقم 42 الفاصل ما بين تقلعيت وغيلاسة، كما انقطعت الحركة ما بين بلدية غيلاسة في اتجاه ولاية المسيلة قبل أن تعود الحركة إلى مجراها الطبيعي منذ صباح أمس السبت.