استمرار الاضطراب الجوي وامتداده إلى المناطق الغربية والجنوبية تسببت الاضطرابات الجوية وما صاحبها من تساقط كميات معتبرة من الثلوج على المرتفعات الشرقية والوسطى نهار ليلة أمس السبت، في شل عدة محاور من الطرق على مستوى ولايات جيجل، البويرة والطارف، مما استدعى تدخل المصالح المختصة لإزالة طبقات الصقيع والثلج الذي فاق سمكه 15 سنتيميترا في بعض المناطق، مع بقائها في حالة تأهب، تحسبا لاستمرار الوضع على حاله، لا سيما مع تأكيد مصالح الأرصاد الجوية بأن الاضطراب الذي يمتد اليوم إلى المناطق الغربية سيستمر إلى غاية نهاية الأسبوع. وقد أشارت النشرة الجوية للديوان الوطني للأرصاد الجوية أمس، أن حالات الطقس المرتقبة لنهار اليوم الأحد ستتميز على المناطق الشمالية للبلاد بطقس بارد مع تساقط الأمطار ووضعية غير مستقرة وخاصة في الولايات الوسطى والشرقية، وتسجيل تساقط كميات من الثلوج على المرتفعات التي تتجاوز 600 متر. كما يرتقب -حسب نفس المصدر- تسجيل رياح متفاوتة السرعة تتراوح بين 20 و30 كلم في الساعة. أما بالمناطق الجنوبية فيرتقب نهار اليوم طقس غائم بشكل مؤقت على منطقة الساورة وشمال الصحراء والواحات، بينما يسجل طقس جميل مع سماء صافية عبر باقي المناطق الجنوبية الأخرى، ورياح جنوبية إلى جنوبية شرقية بسرعة تتراوح بين 20 و25 كلم في الساعة. أما بخصوص التوقعات المرتقبة ليومي غد الإثنين وبعد غد الثلاثاء، فأشارت نشرة الديوان إلى أن الطقس سيبقى باردا وغائما بالمناطق الشمالية، مع سقوط بعض الأمطار الخفيفة على المناطق الساحلية، وتسجيل درجات حرارة منخفضة تتراوح أقصاها بين 9 و13 درجة مئوية في المناطق الساحلية وبين 2 و8 درجات مئوية في المناطق الداخلية، بينما تكون الرياح منخفضة إلى متوسطة عموما. كما يبقى الطقس بالمناطق الجنوبية غائما جزئيا، وتتراوح درجات الحرارة القصوى بين 13 و16 درجة مئوية في منطقة الساورة والصحراء الشمالية وتصل إلى 23 درجة مئوية بالصحراء الوسطى. وكانت مصالح الأرصاد الجوية قد أعلنت أول أمس، أن كميات الثلوج التي يرتقب تساقطها بالمناطق الوسطى والشرقية سيصل ارتفاعها إلى 20 سنتيمترا. مشيرة إلى أن الاضطراب الجوي المسجل نهاية الأسبوع المنصرم بالمناطق الشمالية الشرقية والوسطى، سيمتد مع بداية الأسبوع الجاري إلى المناطق الغربية، مع ارتقاب انخفاض محسوس في درجات الحرارة إلى ما دون الصفر في المناطق الداخلية. وقد أرجع مسؤولو الديوان الوطني للأرصاد الجوية أسباب هذا الاضطراب الجوي الذي يتوقع أن يستمر خلال نهاية الأسبوع الجاري، إلى الضغط الجوي المنخفض القادم من أوروبا الغربية ومن المحيط الأطلسي. وقد أدى هذا الاضطراب الجوي المسجل منذ نهاية الأسبوع المنقضي إلى شل حركة المرور عبر العديد من المحاور بالولاياتالشرقية والوسطى على غرار ولايات جيجل والبويرة وسطيف، حيث تسبب التساقط الكثيف للثلوج ليلة الجمعة إلى السبت، على مرتفعات ولاية جيجل التي يفوق علوها 700 متر، في عرقلة حركة المرور على مستوى مناطق ''جيملة'' و''بني يجيس'' و''تمنطوط''. كما أدت هذه الوضعية الجوية إلى تعطيل حركة المرور على الطريق الولائي رقم137 ''ب'' الرابط بين ''تاكسانة'' و''سلمة''، مع تسببها في انقطاع التيار الكهربائي على مستوى هذه الأخيرة. وقد سخرت مصالح بلدية تاكسانة عتادا متحركا لإزاحة الثلوج من على الطريق الوطني رقم 77 الرابط بجيملة، فيما لم تسجل مصالح الحماية المدنية أية تدخلات بشأن حوادث ناجمة عن تقلبات الطقس. وعكس ولاية جيجل لم تسجل ولاية سطيف التي شهدت تساقطا كثيفا للثلوج تراوح سمكها بين 10 و15 سنتيمترا، بدائرتي بوقاعة وعين الكبيرة، أي انقطاع لحركة المرور عبر الطرق، في حين تم بولاية البويرة في المقابل تسجيل صعوبة كبير في حركة السير عبر شبكة الطرق للولاية وكذا الطريق السيار شرق-غرب، وذلك نتيجة للجليد الذي تحول إلى صقيع وجعل الأرضية صعبة السير، خاصة بالنسبة لمركبات الوزن الثقيل مما تطلب التدخل السريع لمختلف المصالح المعنية. واستنادا إلى مديرية الحماية المدنية بالولاية فإن حركة السير، شلت تقريبا صباح أمس بمقطع الطريق السيار شرق-غرب بالمنحدر المسمى ''بلحناش''، حيث استحال على مركبات الوزن الثقيل السير فيه نزولا أو صعودا، وتسبب ذلك في طوابير طويلة للمركبات التي بقيت مصطفة على حافة الطريق لبضع ساعات. وقد سارعت مصالح الأشغال العمومية والحماية المدنية للتدخل واستعمال مادة الملح لإذابة الجليد وفتح حركة السير، وسجلت وقوع العديد من الانحرافات والانزلاقات جراء هذه الاضطرابات الجوية، حيث أفاد مصدر من الحماية المدنية في هذا الصدد أن حادث مرور خطير وقع صباح أمس ببئر اغبالو وأودى بحياة سائق شاحنة انحرفت عن الطريق. كما تسببت حوادث مرور أخرى على محور الطريق الوطني رقم 5 في جرح عدد من الركاب وتسجيل خسائر مادية وهذا في الوقت الذي شهدت فيه منعرجات ''الريش'' عند الصعود إلى مدينة البويرة صعوبات ومخاطر كبيرة بسبب الجليد. وبولاية الطارف بأقصى الشرق الجزائري، توقفت حركة المرور بالطريق الوطني رقم 82 الرابط بولاية سوق أهراس على مستوى مرتفع ''مسيد''، حيث تسببت الثلوج المتساقطة على هذا المرتفع الذي يبلغ علوه 1200 متر في شل حركة المرور بشكل تام، استدعى تدخل المصالح المعنية التي بذلت كل الجهود لإزاحة الثلوج لإعادة فتح هذا المحور الذي يشهد حركة مرور كثيفة. وحسب مصالح الأرصاد الجوية لمحطة بحيرة العصافير فقد تم تسجيل بالإضافة إلى تساقط الثلوج، تساقط كميات معتبرة من الأمطار بلغت 62 ملم، فيما يرتقب حسب نفس المصدر أن يستمر الاضطراب الجوي إلى غاية يوم الثلاثاء القادم.