أعلنت المصالح الطبية للاستعجالات بمستشفى البوني، بعنابة صباح أول أمس، عن استقبالها لثلاثين حالة اختناق وصعوبات في التنفس تم التكفل بها على مستوى المصالح الاستشفائية، منها حالات لأطفال ورضع، استنشقوا الغازات الكيماوية، التي سربتها وحدة صناعة الأمونياك، التابعة لمصانع لشركة الصناعات الكيماوية والأسمدة فرتيال. ضحايا الاختناق كلهم من سكان حي سيدي سالم المجاور لمركب "أسميدال" الذي عاش القاطنون به أول أمس، جحيما لا يطاق، بسبب انتشار سحب كثيقة من الدخان في كامل محيط المنطقة، صادرة عن مداخن مصنع فرتيال طغت عليها رائحة مادة الكبريت الكريهة التي تُصنع منها غازات الأمونياك، ورغم تعودهم على التلوث الذي تسببه النفايات الكيماوية لمصنع الأمونياك منذ عدة سنوات، إلا أن الكمية المسربة أول أمس، كانت خطيرة جدا ومضرة بصحة السكان، خاصة منهم كبار السن والأطفال، الذين كادوا أن يتعرضوا لاختناقات قاتلة، وسط لامبالاة وتهاون مسؤولي شركة "فرتيال"، الذين لم يكلفوا أنفسهم عناء إخبار السكان، أو تحذيرهم من مخاطر التسربات الكيماوية. ولدى محاولتنا الاستفسار عن هذه التصرفات المضرة بصحة السكان والبيئة، أجابنا أحد الموظفين بشركة "فرتيال" بأنه غير مؤهل للإدلاء إلينا بأي تصريح بحجة أن كل المسؤولين في عطلة.. وتعد شركة "فرتيال" لصناعة الأسمدة الفوسفاتية والأمونياك أهم وحدة بمركب "أسميدال" الذي يملك رجل الأعمال الإسباني "فيلا رمير، 60" من أسهمه، ومنذ دخول اتفاق الشراكة حيز التطبيق لمدة تقارب السنتين، لم يستثمر الإسبان بشكل جدي في منشآت وحدة فرتيال التي لاتزال ورشاتها تشتغل بالأجهزة القديمة، كما لم يتم لحد الآن اتخاذ أي اجراء عملي لتزويد ورشات المصنع بالتجهيزات الملائمة لمنع التلوث وتسرب الغازات، الأمر الذي جعل المصنع عرضة في العديد من المرات للحرائق والانفجارات، التي كادت أن تنسف، خلال بداية السنة الجارية 2007، كل محيط المنطقة إثر اندلاع حريق قرب خزانات الأمونياك، والذي تم التستر عليه، ومنع مصالح الحماية المدنية من التحقيق في أسبابه، حيث سبق "للشروق" أن تطرقت إلى هذه الحادثة بالتفصيل في أحد أعدادها السابقة. نور الدين بوكراع