تواصلت التساقطات الثلجية، الأحد، على ولايات عدّة، ما أسفر عن شل عديد الطرقات، وتعطل الدراسة، ما استدعى تدخل مختلف الجهات المختصة، لفتح المسالك وفك الحصار عن المواطنين، كما تسببت الوضعية الجوية في وقوع حوادث سير، خلفت جرحى. شهدت، الأحد، ولاية سطيف تساقط موجة جديدة من الثلوج كست بعض البلديات بكميات متفاوتة وأحدثت اضطرابا في حركة السير مع تسجيل 5 حوادث مرور. تساقطات الثلوج وإن كانت محتشمة، إلا أنها كانت كافية لقطع بعض الطرقات، خاصة بعين عباسة وتيزي نبشار، حيث تميزت حركة السير بصعوبة كبيرة بعد تراكم الجليد الذي كان وراء انزلاقات خطيرة للمركبات وصعوبة في حركة الشاحنات بصفة خاصة. ويؤكد أحد السائقين القادمين من منطقة شيرهم إلى مدينة سطيف أن الأمر استغرق أكثر من ساعة في مسافة لا تزيد عن 10 كيلومترات، وقد شهد الطريق الرابط بين ولايتي سطيفوبجاية حركة بطيئة في السير وازدحاما للسيارات والشاحنات التي زادت في تعقيد الوضع. وكانت الوضعية الجوية سببا في وقوع 5 حوادث مرور خلفت 8 إصابات بعين أرنات وسطيف وقد سجل تدخل لمختلف المصالح لفتح الطرقات. من جهته، شهد الطريق الرابط بين منطقة الدوبوز وبلدية الزيتونة، غرب ولاية سكيكدة، صباح الأحد، صعوبة كبيرة في حركة المرور وعرقلة السير أمام مستعملي الطريق القادمين من بلديات الجهة الغربية، وهذا بسبب تشكل طبقة سميكة من الجليد على الطريق. كما سجلت ولاية بجاية تساقط كميات كبيرة من الثلوج، على مختلف مرتفعاتها، وهي الوضعية الجوية التي تسببت في غلق العديد من المحاور على غرار الطريق الوطني "رقم 26أ"، الذي يربط بجاية بولاية "تيزي وزو"، على مستوى فج شلاطة، كما تسبب غلق الطريق الولائي 35، في تخلف تلاميذ "بوحمزة" عن مقاعد الدراسة بثانوية أقبو، بعدما غطت الثلوج الطريق، والوضع ذاته ببلدية أدكار التي كست الثلوج، عددا كبيرا من طرقاتها ما حال دون وصول النقل. وشهدت بداية من، ليلة السبت، عدة بلديات ومرتفعات بولاية البويرة تساقطا كثيفا للثلوج بسمك متباين، مما تسبب في قطع عدة طرق ومسالك تراكمت بها، وزاد تساقط الصقيع من تعقد الوضع فيها، ودفع هذا الوضع كلا من الحماية المدنية والدرك الوطني وكذا الأشغال العمومية والبلديات إلى التدخل قصد إزالة الثلوج وفك العزلة عن القرى مع ضمان سير حركة السير بوسائلها الخاصة وأعوانها، كما تكفلت مصالح النشاط الاجتماعي بتقديم المساعدة وإيواء 116 عائلة من دون مأوى. كما تسبب الوضع في توقف الدراسة ببعض المدارس بالمناطق النائية، بعد تعذر وصول الأساتذة والتلاميذ، كما هو الحال بمدارس في أعلي بلدية قرومة، فيما سجل حادث مرور بالطريق السيار شرق غرب وخلف 4 جرحى. وغير بعيد عن بجاية، شلت الأحد، طرقات أخرى عبر إقليم ولاية تيزي وزو، بعدما تساقطت الثلوج على المرتفعات المنخفضة بإقليم الولاية، وتسببت في قلة وانعدام حركة المرور، وغلق بعض المؤسسات التربوية وعزل عشرات القرى المتناثرة في المرتفعات، في حين حذرت السلطات المعنية من المجازفة بالتوجه إلى المواقع السياحية لانزلاق الطرقات وخطورة الحركة عبرها. ومن جهتهم، حذر مسيرو الحظيرة الوطنية لجرجرة وغيرها من المواقع السياحية التي تعرف إقبالا واسعا من قبل العائلات والشباب في موسم الثلوج، من التوجه إليها في الفترة الحالية، لخطورة الوضع وانزلاق الطرقات وتفادي تكرار حادثة عشرات المركبات العالقة في الثلوج بتيكجدة نهاية الأسبوع. وفي غرب البلاد، تحوَلت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على ولاية وهران طيلة اليومين الماضيين، من نعمة إلى نقمة على قاطني البنايات القديمة، حيث شهدت العديد من السكنات انهيارات جزئية، خلقت حالة ذعر. وأدى التساقط الكثيف للثلوج بولاية سعيدة، إلى عرقلة حركة السير وشل معظم الطرقات الرئيسية للولاية، وفاق سمك الثلوج 30 سم، وشلت نشاط معظم المؤسسات التربوية، وفرضت على التلاميذ عدم الالتحاق بمؤسساتهم والبقاء في منازلهم، خاصة بالمناطق النائية. وللإشارة، فإن درجات الحرارة بالمناطق التي شهدت تساقط الثلوج، انخفضت إلى 3 درجات تحت الصفر، ما خلف آثارا قاسية على ساكنة المناطق الجبلية وحتى الداخلية، التي تفتقد لوسائل التدفئة لمواجهة هذه الظروف المناخية الصعبة.