شن أول أمس العمال الجزائريين في كل من شركتي"واستبترليوم" و"سباسك" العاملتين بمركب "أجيب وسوناطراك" بمنطقة بيران الواقعة ببلدية البرمة الحدودية بولاية ورقلة إضرابا عن الطعام للمطالبة بتحسين أحوالهم وظروف عملهم، وذلك تضامنا مع زملائهم في شركة "ميتلك" المضربين عن الطعام منذ أسبوع في نفس البلدية. تعمل في قطاع النفط بمدينتي حاسي مسعود والبرمة البتروليتين عديد الشركات الأجنبية العالمية الكبرى، حيث تستعين بشركات مناولة في شكل سماسرة يمتصون عرق الغلابى للقيام بالأشغال الثانوية بجميع الورشات النفطية في ظروف قاسية كما تحرم العمال من أبسط الحقوق، فأين الرقابة؟ ومن يتحمل مسؤولية هذا الوضع الذي أشعل عدة إضرابات - حسب العمال - الذين قرروا التمسك بخيار الإضراب ولو كلفهم ذلك الموت جوعا عن العودة للاستعباد حسب قولهم. المشاكل المسجلة ظهرت بعد توزيع العمال المضربين على هذه الشركات الثلاث منذ سبتمبر الماضي، بعد أن كانوا تابعين لشركة " اوسكو"، حسب تصريحاتهم ل "الشروق"، حيث يطالب هؤلاء العمال بالحقوق والامتيازات السابقة التي تم تجريدهم منها بعد التحاقهم بالشركات المذكورة عن طريق شركة مناولة امتصت عرقهم - استنادا إلى تصريحاتهم - وباتت أوضاعهم المهنية صعبة للغاية، ناهيك عن تهميشهم لدرجة لا يمكن تحملها، وهو ما جعلهم ينتفضون للتعبير عن رفضهم للواقع المعاش، وشنوا إضرابا عن الطعام بداية من أمس الأول . ويعاني العمال من عدة تعقيدات بسبب رفض الشركات تأسيس العمال لنقابة تدافع عنهم في صحراء قاحلة، حيث أن ممارسة الحق النقابي داخل الشركات الأجنبية محظور - حسبهم - رغم أن القانون الجزائري يسمح بذلك. وقام العمال قبل الشروع في الإضراب بإشعار وزير الطاقة والمناجم ورئاسة الحكومة بما يحدث لهم وهو ما تضمنته برقية مرسلة حصلت "الشروق" على نسخة منها شرحت الواقع المرير الذي يتخبط فيه أزيد من 100 عامل بمركب بيران في إطار الشراكة بين شركتي "أجيب" وسوناطراك"، سيما بعد سلسلة الفضائح المتوالية التي هزت قطاع الطاقة مؤخرا. ويطالب العمال بضمهم إلى شركة سوناطراك وتخليصهم من شركة المناولة التي تملك مكاتب لها في الجزائر العاصمة دون أن تلتفت إليهم بورشات الذهب الأسود وتكتفي بمطالبتهم بالعمل والصمت وتقبل الأمر الواقع ، وفي حال رفضهم تشرع في تسريحهم الواحد تلو الآخر دون تعويض أو مراعاة لحالتهم الاجتماعية المعقدة، بالمقابل تتعامل بالمفاضلة مع العمال الأجانب العاملين معهم.