خيبّت نهاية مهرجان الراي أول أمس الجمعة في وهران آمال الجمهور الذي حضر بكثافة بمسرح الهواء الطلق إلى درجة فاقت جميع السهرات السابقة، حيث قام المنظمون بتأخير بداية السهرة بساعة كاملة في حدود الحادية عشر ليلا، ثم تعاقب على المنصة مجموعة أصوات سبق لها المرور في المهرجان أو تلك التي لا يطيق سماعها الجمهور الوهراني مثل المغني الشاوي ماسينيسا، لتكون الخاتمة مع من يصفها البعض بملكة الراي التي فقدت عرشها بالأمس. لأنها لم تصعد إلى المنصة إلا في حدود الثانية والنصف صباحا، كما رفضت الكلام للصحافة ودفعت بالمنظمين إلى لعب دور الحراس الشخصيين أو "البودي غارد" لمنع الصحفيين من الاقتراب منها، كما بررت موقفها هذا بأنها لا تثق في الصحافة..الزهوانية ظهرت أول أمس في غياب صديقتها وزيرة الثقافة خليدة تومي، متكبرة على الجمهور والصحافة وعلى المنظمين أنفسهم، وختمت المهرجان بمجموعة أغاني كرّست أسلوبها الاباحي وكلمات أغانيها الفاضحة لتستحق بجدارة لقب " ملكة الراي...الممنوع". ما حدث أول أمس بحسب المتتبعين لمهرجان الراي منذ بدايته يلخص كل الكوارث التي تم تقديمها على المنصة على أنها أصوات فنية ونجوم كبار، كما يكشف أن المأزق الكبير بالنسبة للمنظمين كان هو البرمجة، حيث تم اللجوء إلى تكرار صعود بعض الأصوات، وتمت حسب مصادر الشروق مهاتفة بعضها لنجدة المهرجان في بعض الليالي التي غابت فيها من تسمى الأسماء الكبيرة، وهو ما حدث أول أمس، حيث وجد المنظمون في تتويج المغنيين الفائزين بأحسن صوت جديد الفرصة مواتية لتقديمهم إلى الجمهور مرة أخرى وربح بعض الوقت لعلمهم أن نجمة الحفل الشابة الزهوانية ستحافظ على عادتها القديمة بالصعود على المنصة بعد الثانية صباحا، لأن نوعية أغانيها لا تتناسب إلا مع تلك الفترة من الليل، كما أن المهزلة تمثلت في الاستعانة بفنان شاوي جمهوره محدود حتى في منطقته، وهو المغني ماسينيسا من أجل ملئ الفراغ إلى غاية وصول الزهوانية وصعودها للمسرح. وبعد وصول المغنية التي أصبحت "حاجّة" بأمر رئاسي، ثبت من جديد بالدليل والبرهان، أن لقب الحاجة أصبح ثقيلا عليها، أو حملا لا تستطيع رفعه، لذلك ظهرت بلباس المراهقات وغنت أول ما غنت نشيدها الافتتاحي في كل الحفلات وهو أغنية" قولي وين راك ترقد.." !..وهو السؤال الذي ما تزال تطرحه الزهوانية منذ بدايتها ولم تجد له جوابا بعد، غير أنه في المرحلة الأولى لمسيرتها الفنية المثيرة للجدل، كانت تطرحه سرا وفي حفلات خاصة بعلب الليل، وعبر أشرطة لا تحمل صورتها، وليس في مهرجان ترعاه الدولة والوزارة ويتم تصويره في القناة الفرنسية الخامسة ليقدم على أنه ثقافة الجزائر مثلما وقع أول أمس، كما أن صاحبته تتقاضى أجرها من سنة الثقافة العربية يعني من خزينة الشعب ! الحفل أول أمس تميز بوقوف بلقاسم بوثلجة وبلمو على المنصة بعد غياب طويل، كما عرف أيضا تسليم الجوائز من طرف ما تسمى بلجنة التحكيم للأصوات الجديدة، والتي فازت فيها الشابة صوفي وفايزة عن النساء، وهواري بابا وقادير عن الرجال، علما أن كل واحد منهم حصل على مبلغ 1.5 مليون سنتيم، الأمر الذي استغرب له هؤلاء متسائلين كيف لمهرجان وطني أن يقدم جوائز مالية ضئيلة كهذه...؟..وهو ليس السؤال الوحيد الباحث عن الإجابة في مهرجان تنفس منظموه الصعداء بعد إسدال الستار عن فعالياته. قادة بن عمار