بعد الفاجعة التي ألمت بعائلة بكوش القاطنة على مستوى قرية أولاد سعيد ببلدية الرحوية في ولاية تيارت، تنقلت "الشروق" لبيت عائلة الضحية، أين التقينا بوالدتها والتي صرحت لنا أنها لم ترَ ابنتها منذ شهرين تقريبا، وقد أعلمتهم بإتمامها لحفظ القرآن الكريم، وأنها كلها أمل أن تتحصل على وظيفة تمكنها من إعالة والدتها وأشقائها الأربعة وإخراجهم من مستنقع الفقر، عائلة نصيرة تعيش اليوم بالقرب من جدها بعدما تطوع أحد المحسنين بمنحهم سكنا صغيرا لا يصلح للعيش، وهذا فقط للإقامة فيه مؤقتا، كون والدة نصيرة مطلقة وهي من تتكفل بإعالة أطفالها الخمسة. نصيرة كان همها الوحيد هو الحصول على وظيفة، ما أجبرها على إجراء امتحان شهادة البكالويا عدة مرات، وتحصلت على الشهادة ثلاث مرات، إلى أن استقر بها الحال بالمدرسة العليا للأساتذة، وعينها على منصب شغل لمساعدة عائلتها الفقيرة، وهي الأمنية الوحيدة التي جدّدت الحديث عنها لوالدتها قبل وفاتها . والدة نصيرة، قالت بحزن شديد، "رحلت نصيرة بسبب الحريق، وحرقة قلوبنا لن تنطفئ، فهي التي كنا نعلق عليها كل الآمال لإنقاذ العائلة من حالة البؤس التي زادت حدتها مع فقدان نصيرة". وحسب ما سبق للشروق أن نقلته من تصريحات لزميلاتها، فإن نصيرة وبرغم اشتعال النيران، إلا أنها ظلت تحاول إنقاذ كتبها وأوراق الدراسة وكتب صديقاتها وأجهزة الكمبيوتر إلى أن انفجرت طاهية الغاز فجأة، ووقعت المأساة.