يطالب المتقدمون لاجتياز امتحانات السياقة، وزارة النقل، بإيفاد مفتشين دوريّين إلى مضامير السياقة للوقوف على ظواهر غريبة، ومنها التحرش بالفتيات المتقدمات للامتحان، وقيام بعض الممتًحِنين "المهندسين" بتصرفات غير قانونية، على غرار الترسيب العمدي للسائقين، وإنجاح آخرين مقابل "عمولات". وعن حقيقة هذه الظواهر صرح عودية زين الدين عضو المجلس الوطني لمدارس تعليم السياقة، في اتصال مع الشروق "أن المجلس لم يسجل أبدا شكاوى لكن.." يضيف "عدم التقدم بشكاوى لا يعني انتفاء وجود سلوكات مشبوهة بمضامير السياقة، خاصة وأننا سمعنا قصصا كثيرة في الموضوع والضحايا شبان وفتيات على السواء". وعن السبب الذي يمنع الممتحَنين من إيداع الشكاوى، يرى محدثنا أن كثيرا من المتقدمين للامتحان يتخوّفون من تعرضهم للإقصاء لفترة قد تصل إلى السنة، إذا قدموا شكاوى مع غياب الأدلة، فالفتيات المتحَرّش بهن ليس بإمكانهن إثبات الأمر. وحتى أصحاب مدارس السياقة يتجنبون إيداع شكاوى، وحسبه "منهم من لا يعير الأمر اهتماما، وآخرون لا يجدون أذانا صاغية من الجهة المسؤولة". ويعمد بعض الممتحِنين ترسيب السائقين، فحسب محدثنا، فإنه أثناء امتحان قواعد المرور"الكود" وعندما يجيب المترشح على الأسئلة، يتعمّد الممتحِن إعطاءه سؤالا تعجيزيا قصد ترسيبه، و"لانستطيع التدخل لأنهم يغّلبونا بالقانون" حسب تعبيره، وآخرون متشددون أكثر من اللزوم، فيُرسّبون المتمكنين من السياقة فقط لمجرد نسيانهم إشعال أحد الغمازات الضوئية. وهو الأمر الذي جعل محدثنا يعتبر "أن الحل الأمثل هو إيفاد مفتشين لجرد الخروقات وشكاوى الممتًحَنين". وأخبرنا المتحدث عن فتاة من ولاية جنوبية قدمت شكوى ضد ممتحِن، فتم معاقبته بتحويله للعمل في ولاية بأقصى الجنوب الجزائري، وبدورهم بعض أصحاب مدارس السياقة والذين أخذنا رأيهم في الموضوع، أكدوا وجود مثل هذه الظواهر خاصة التحرش، والدليل أن كثيرا من السائقات يقصّون عليهم ما يتعرضون له من تحرش ويكون غالبا لفظيا، وتنتشر الظاهرة في امتحاني تعلم قواعد المرور والسياقة. وفي السياق ذاته، شهد مضمار تعلم السياقة بالحراش الأسبوع المنصرم، ظاهرة تحرش بشابة في العشرينات من عمرها، والقصة حسبما رواها لنا شاهد عيان كان يتواجد بالمكان لغرض إجراء الامتحان، أن الشابة جاءت رفقة خطيبها، وعندما صعدت سيارة المهندس لاجتياز امتحان "الكود"، فإذا بالحضور يتفاجؤون بها تنزل بسرعة من السيارة، وهي تصيح "المهندس وضع يده على فخذي"، وكادت الأمور أن تتطور إلى ما لا يحمد عقباه بعد محاولة الخطيب الاعتداء على الرجل، لولا تدخل المتواجدين بالمكان. وفي قصة مشابهة تعرضت سيدة متزوجة بمضمار تعلم السياقة بعين النعجة لتحرش من "المهندس" والذي بمجرد صعودها سيارته لإجراء امتحان السياقة طلب رقم هاتفها، واعدا إياها بإنجاحها بسهولة في الامتحان، وعندما ثارت في وجهه وأخبرته أنها متزوجة، رد عليها "ماشي باين عليك"، السيدة أخبرت صاحب مدرسة السياقة الذي تتعلم لديه، فكان جوابه أن شكاوى الفتيات كثيرة، ولكن ما باليد حيلة.