قررت وزارة النقل إنشاء 71 مضمارا جديدا لتعليم السياقة على مستوى جميع ولايات الوطن، سيشرع في إنجازها مع مطلع السنة المقبلة، بغرض تحسين ظروف ونوعية تكوين السائقين. كما قررت أيضا تكوين 93 ممتحنا جديدا، لتغطية النقص الكبير في عدد الممتحنين الذين لا يتجاوز عددهم اليوم 340 ممتحن على المستوى الوطني. أعطى المفتش العام لوزارة النقل، خلال اللقاء الذي جمعه نهاية الأسبوع الفارط برئيس الاتحادية الوطنية لمدارس تعليم السياقة، موافقته المبدئية لتلبية المطالب الأساسية التي سبق أن رفعتها هذه الأخيرة منذ مدة، وتأتي على رأسها مسألة استحداث مضامير خاصة لتعليم السياقة على مستوى جميع ولايات الوطن، حيث وعد ممثل وزير النقل عمار تو النقابة، حسب ما أكده لنا رئيسها زين الدين عودية، أمس، بإنشاء 71 مضمارا جديدا حسب احتياجات كل ولاية، سيشرع في إنجازها بداية من العام الداخل، فيما ينتظر استلام قريبا 11 مضمارا شرع في تهيئتها منذ فترة وجيزة. ويأتي ذلك بغرض تحسين ظروف ونوعية تكوين السائقين، ولاسيما أن العديد من الجهات ربطت الزيادة في عدد حوادث المرور بنقص وضعف تكوين المترشحين، إلا أن أصحاب مدارس تعليم السياقة رفضوا تحميلهم تلك المسؤولية لوحدهم رغم اعترافهم بضعف التكوين، مرجعين سبب ذلك إلى عدة أمور من بينها انعدام مضامير متخصصة لتعليم السياقة، على غرار ما هو موجود في الدول المتقدمة، وبناء على ذلك جاء إلحاح هؤلاء على ضرورة إنشاء هذه المضامير. كما وعد مسؤول الوزارة أيضا بتلبية مطلب النقابة المتعلق بالسماح لمدارس تعليم السياقة برفع عدد المترشحين الذين يسمح لهم باجتياز الامتحانات كل أسبوع، بعد أن تم تسجيل رفض العديد من الولايات قبول زيادة عدد المترشحين لبعض المدارس على الرغم من أن القانون واضح في هذا الشأن، كما يقول رئيس النقابة، والذي يسمح لكل صاحب مدرسة تعليم يملك سيارة واحدة بتقديم 15 مترشحا في الأسبوع، وزيادة 10 مترشحين جدد في حال ما إذا وفر سيارة ثانية، وزيادة 5 مترشحين آخرين إذا وفر سيارة ثالثة. ورغم ذلك، يضيف محدثنا، فالكثير من الولايات ترفض زيادة عدد المترشحين لهؤلاء بحجة عدم توفر الممتحنين بالقدر الكافي. ولحل هذا الإشكال، فقد قررت الوزارة فتح 93 منصبا جديدا لتكوين ممتحنين جدد لتغطية النقص الكبير في عدد هؤلاء، خصوصا في بعض الولايات ذات الكثافة السكانية الكبيرة. وسيتم توزيع هؤلاء على الولايات التي تعرف نقصا فادحا في هذا الشأن، لأن عدد الممتحنين الحاليين والمقدر ب 340 ممتحن غير كاف مقارنة بعدد المدارس الموجودة التي بلغت إلى غاية شهر أفريل من العام الجاري 6200 مدرسة، بعد أن كان عددها في سنة 2008 لا يتجاوز 4700 مدرسة كان يؤطرها 380 ممتحن. هذه الزيادة في عدد المدارس لم تقابلها زيادة في عدد الممتحنين، وهذا النقص كثيرا ما كان يؤثر، كما يقول رئيس الاتحادية، على نوعية تكوين السائقين بسبب الضغط الكبير على هؤلاء، ما يدفعهم في أغلب الأحيان إلى التساهل مع المترشحين.