أعطى سكان مدينة العلمة بولاية سطيف، درسا في التضامن بعدما نجحوا في جمع قرابة مليار سنتيم، استجابة لنداء عائلة تطالب بنقل ابنها الذي يخضع للعلاج بتركيا، أين تم حجزه من طرف مستشفى تركي لعدم تمكن العائلة من تسديد المبلغ المطلوب، وهو النداء الذي لقي استجابة من طرف سكان العلمة، الذين وفروا مستحقات العلاج وتكاليف الطائرة، لنقل المريض إلى الجزائر في ظرف 24 ساعة. المريض يدعى ميلود نعيجة من مدينة العلمة، وهو دكتور في الإعلام الآلي وأستاذ بجامعة برج بوعريريج، تنقل للعلاج في تركيا بعدما أصيب بسرطان في العظام، أين خضع للعناية الطبية بمستشفى تركي خاص طالبه بتسديد مبلغ يعادل نحو 550 مليون سنتيم، وهو المبلغ الذي صدم المريض وأخته التي رافقته إلى تركيا والتي لم تتمكن من توفير المبلغ، الذي أصرت إدارة المستشفى على ضرورة توفيره مقابل السماح للمريض بمغادرة المستشفى. ومع الصرامة التي أظهرتها إدارة المستشفى التركي قامت أخت المريض، بعرض كليتها للبيع من أجل تغطية التكاليف لكن الإدارة رفضت لعدم وجود مريض يحتاج كلية، وبالتالي سُدت كل الأبواب في وجه الأخت وعائلتها التي اتصلت بالمحسنين بمدينة العلمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتحرك بعض الناشطين عبر الفايسبوك، ونشروا النداء على نطاق واسع فكانت الاستجابة سريعة، والبداية جاءت من تجار حي دبيبالعلمة، الذين فتحوا العدّاد بتوفير مبلغ 200 مليون سنتيم، لتتهاطل بعدها الإعانات من مختلف الجهات، فمنهم من تبرع ب50 مليون سنتيم وآخر ب10 ملايين سنتيم، بل منهم من تبرع ب1000 دج لتصل الحصيلة في ظرف 24 ساعة إلى 460 مليون سنتيم، وهي القيمة التي تسمح بتسديد تكلفة الطائرة الخاصة لنقل المريض إلى الجزائر والتي تتطلب 450 مليون سنتيم، وإلى هنا توفرت تكلفة الطائرة وبقيت مستحقات المستشفى التركي، المقدرة بنحو 550 مليون سنتيم. وفيما كانت عملية التضامن متواصلة جاءت المفاجأة الكبرى من الولاياتالمتحدةالأمريكية من طبيب جزائري أصله من مدينة العلمة ويعمل في أمريكا، حيث تدخل على المباشر "وأعلنها مدوّية" بأنه سيتكفل بكل مصاريف المستشفى وربط الاتصال مع أخت المريض. ليكون بذلك سكان العلمة قد نجحوا في هذا التحدي وتمكنوا من توفير المبلغ المطلوب، لتسديد مصاريف العلاج والطائرة الخاصة والمقدرة بنحو واحد مليار سنتيم، وسيُشرع ابتداء من اليوم، في ضبط الإجراءات لإعادة الأستاذ الجامعي ميلود إلى بلده، وهو درس بليغ يقدمه سكان هذه المدينة الطيبة.