طفت إلى السّطح شكاوى من تصرفات بعض السائقين، مع استئناف نشاط حافلات نقل المسافرين للمسافات الطويلة، وهي تجاوزات يعتبرها المسافرون عدم احترام وابتزاز لهم، وذلك في ظل غياب الرقابة. ويتجنب المسافرون الدخول في صدامات مع السائق والقابض، فيرضخون للأمر الواقع مجبرين لا مخيرين… سرد مواطن من ولاية عنابة، ما اعتبره "معاناة مسافر في الجزائر"، حيث وصف ما لاقاه ويلاقيه من مشاكل طيلة 5 سنوات كاملة قضاها متنقلا من ولاية عنابة نحو مقرّ عمله بتلمسان عبر الحافلات، فكان شاهد عيان على كثير من التجاوزات التي يتعرض لها المسافرون من طرف بعض سائقي الحافلات والقابضين. فذكر المواطن، الذي سرد قصّته على الصفحة الرسمية للمنظمة الوطنية لحماية المستهلك ب"فايسبوك"، بأنه يعمل في أقصى الغرب ويسكن في أقصى الشرق، وأثناء تنقله لمقر عمله، لفت انتباهه "كمّية الاحتيالات من طرف ملاك النقل البري"، وهي مشاكل تتكرر خلال معظم رحلاته. قابضون يتهرّبون من إرجاع "الصّرف" للمسافرين.. بدأ قصته قائلا..بمجرد صعودي إلى الحافلة المتوجهة من بلدية القالة إلى ولاية الطارف بسعر 45دج، أقدم غالبا للقابض مبلغ 50دج، والأخير لا يرجع لي "الصرف" أو الباقي المقدر ب 5دج. والظاهرة منتشرة عبر غالبية الخطوط ببلادنا، فكثير من القابضين لا يرجعون الفكة القليلة للمسافرين، بحجة غياب "الصّرف"، فيخجل المسافر من المطالبة بها لاحقا. وتخيل كم من شخص يتم الاحتيال عليه يوميا بهذه الطريقة، وكمية المبلغ الذي يتحصل عليه القابض من "الفكة" التي يعتبرها هو "قليلة"، بل تصل وقاحة بعض القابضين درجة هروبهم بالفكة الثقيلة.. فعندما تمنحه مثلا ورقة 1000 دج أو 2000 دج، يطلب منك الانتظار إلى نهاية الرحلة ليعطيك بقية النقود، وأثناء الوصول يتهرب القابض سواء بالنزول من الحافلة سريعا والابتعاد، أو التظاهر بالنسيان.. وإذا ما نسيت أنت استرداد "الصرف" فلا تنتظر أن يُذكرك القابض، بل أقصى أمنياته أن تنسى صرْفك. ويواصل المسافر سرد قصته، فكتب ".. ثم تأتي الكارثة أثناء وصولنا إلى ولاية البرج، حيث تم تغيير الحافلة بأخرى من دون سبب مقنع، فنزلنا وصعدتُ الحافلة الثانية واقفا مع أنني أملك تذكرة سفر ولم أجد مكانا أجلس فيه..وبعدما انطلقنا مجددا من ولاية البرج وبوصولنا إلى ولاية الجزائر مع وقت العشاء، تم تغيير الحافلة للمرة الثانية، وتم تقسيمنا إلى فوجين.. حينها وجدتُ شخصا تائها ذهبت عنه حافلته وتركته في العاصمة، بعدما كان متوجها إلى مدينة سيدي بلعباس". كما تحدث المسافر، عن معاناتهم أثناء توقف الحافلة لتناول الغذاء أو العشاء، وحسبه، يختار السائق غالبا مطاعم أسعارها غالية وخدماتها سيئة بالاتفاق مع أصحابها، فتجدها مثلا تبيع 4 نقانق بمبلغ 300 دج، وقارورة ماء صغيرة ب50 دج، وقارورة مياه غازية ب70 دج، حبة "مادلان" ب50دج، فيما يتناول سائق الحافلة والقابض وجبتهم مجانا بالمطعم نفسه، إكراما لهما على إحضار الزبائن. وفي الموضوع، اعتبر رئيس الاتحاد الوطني للناقلين، محمد بلالّ في تصريح ل "الشروق"، بأن مكتبهم المتواجد على مستوى المحطة البرية للخروبة بالعاصمة، يتلقى يوميا عديد الشكاوى حول تجاوزات السائقين والقابضين بالحافلات. ومؤكدا بأن جميع الشكاوى وبعد التأكد من صحتها، يتمّ رفعها إلى وزارة النقل لفتح تحقيقات مع الناقلين. وقال بلال "التجاوزات موجودة في كل القطاعات، ونحن بقطاع النقل نسعى جاهدين لردع المتطفلين والمتجاوزين لحدودهم وتطهير القطاع من أمثالهم". وحسبه، على الناقلين إعطاء مثال يحتذى به في المهنية والاحترافية، بدل ابتزازهم للمسافرين "فكما للسائق والقابض حقوق فعليهم واجبات" على حد قوله. وكشف محدثنا، بأنهم طالبوا وزارة النقل، بإدراج رقم هاتف أصحاب الحافلات الخاصة في التذاكر، حتى يتمكن المسافرون من التبليغ مباشرة عن أي تجاوز أو سلوك سيء يقوم به السائق أو القابض أثناء الرحلة.