بدأ المغرب في توجيه اتهامات إلى دول فاعلة في المجتمع الدولي بعد فشله في الترويج للإعتراف بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية واشتداد هجمات الجيش الصحراوي الذي كبدت جيشه خسائر فادحة حاول دون جدوى التعتيم عليها أمام الرأي العام المغربي والدولي. فبعد إعلان قطع اتصالاته بألمانيا التي دافعت بقوة عن الشرعية الدولية والقانون الدولي، شن المغرب هجوما عنيفا ضد جنوب افريقيا واتهمها بتضليل مجلس الأمن بعد تسليمها لرسالة موجهة من الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي حول التطورات التي تشهدها الصحراء الغربية. وكشفت رسالة موقعة من عمر هلال مندوب المغرب بالأممالمتحدة نُشرت الاثنين – اطلع موقع صمود على نصها- فشلا ذريعا للمغرب في منع مجلس الأمن من الاطلاع وبشكل مباشر على الوضع المدني على جبهات القتال وفي الأراضي المحتلة حيت يتعرض الشعب الصحراوي الأعزل للقمع والتنكيل. واتهم المغرب جنوب إفريقيا بانتهاك القانون الدولي والقواعد والإجراءات والأخلاقيات التي تنظم أعمال مجلس الأمن، وكذلك في قرارات الأممالمتحدة ومقرراتها، نصا وروحا بسبب أن الرسالة التي وزعت على أعضاء مجلس الأمن الدولي حملت توقيع الرئيس الصحراوي الذي تعترف به الأممالمتحدة كممثل شرعي ووحيد للشعب الصحراوي. وحاول عمر هلال الترويج أن الصحراء الغربية التي تعيش تحت الحصار وانتهاكات حقوق الإنسان بالأراضي والتي وثقتها منظمات حقوق الإنسان الدولية، أفضل بكثير مما هو عليه في جنوب إفريقيا والتي بفضل نضالها شعبها وتضحياته أضحت مثالا في العالم للتسامح والحرية واحترام حقوق الإنسان. ومساء الاثنين، أعلن المغرب بشكل مفاجئ قطع علاقاته مع السفارة الألمانية بالرباط، جراء ما اسماه "خلافات عميقة" بسبب موقفها الرافض لإعلان الرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب حول الصحراء الغربية. وقالت الخارجية المغربية، في رسالة إلى أعضاء حكومة بلادها، إن "خلافات عميقة تهم قضايا المغرب المصيرية استدعى قطع العلاقات التي تجمع الوزارات والمؤسسات الحكومية مع نظيرتها الألمانية، بالإضافة إلى قطع جميع العلاقات مع مؤسسات التعاون والجمعيات السياسية الألمانية". وأكد دبلوماسي مغربي لوكالة "رويترز"، أن قرار المغرب قطع جميع أشكال اتصالاته مع ألمانيا، يعود أساسا لموقفها الرافض لإعلان ترامب حول الصحراء الغربية. وأضاف المصدر ذاته أن السبب وراء القرار يعود لرد ألمانيا على قرار الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، بالاعتراف المزعوم بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، إضافة إلى عدم توجيه ألمانيا دعوة للمغرب لحضور اجتماع دولي حول الوضع الليبي، العام الماضي". رسالة وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، يفهم منها فشل الرباط في إقناع دول وازنة بأطروحة الاحتلال المغربي للصحراء الغربية التي حاول طرحها مع دول أوروبية عديدة. وقرار قطع العلاقات مع ألمانيا، يأتي بعد الدعم القوي الذي قدمته الأخيرة لصالح القضية الصحراوية، ما يثبت فشل الرباط في جر دول إلى محاولة تكريس الاحتلال في الصحراء الغربية.