قال السفير الفلسطيني بالجزائر، أمين مقبول، إنه من الضروري الانتظار لمعرفة الموقف الحقيقي للرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، من القضية الفلسطينية، خاصة بعد معارضة إدارته قرار المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم الحرب بالأراضي الفلسطينية. وعن الداخل الفلسطيني، والانتخابات التي ستجرى شهر ماي، وإمكانية إلغائها وعدم قدرة فتح على دخولها بقوائم موحدة، يقول السفير أمين مقبول الذي التقته "الشروق"، على هامش إحياء احتفالات عيد المرأة 8 مارس بالولاية من تنظيم ودعوة المكتب الولائي للأكاديمية الجزائرية للعمل الإنساني وحقوق الإنسان، بالبويرة، إن المفاوضات لا تزال مستمرة بين الفصائل وبين حركة فتح، مع تأكيده أن الحكومة المقبلة ستكون "حكومة وحدة وطنية". بعد فترة قصيرة من استلام جو بايدن مقاليد الحكم في أمريكا، هل لمستم تغيرا في تعامل الإدارة الأمريكية مع القضية الفلسطينية مقارنة بإدارة دونالد ترامب؟ لا شك أن الرئيس الأمريكي السابق "الساقط" كان عدوا لدودا للشعب الفلسطيني ولحقوق الشعب الفلسطيني، وقام بخطوات استفزازية عدوانية كثيرة، أهمها نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترافه بالقدس بأنها مدينة وعاصمة للكيان الصهيوني، إضافة إلى طرد السفارة الفلسطينية من أمريكا، ووقف المساعدات عن السلطة الوطنية الفلسطينية وكذا عن منظمة الأونوروا، وكثير من التصرفات العدائية على غرار تحريض بعض الدول العربية على قطع المعونات عن الشعب الفلسطيني. أما ما نراه ونسمعه حتى الآن من الرئيس الجديد بايدن عبارة عن تصريحات بعضها يشير إلى التفاؤل، لكن أول أمس، لما اعترضت الإدارة الأمريكية على قرار المحكمة الجنائية الدولية، بدأنا نتحسب بأن الإدارة الأمريكية الحالية ينبغي انتظار موقفها بحذر شديد، وليس بتفاؤل كما بدا في الوهلة الأولى، ونأمل أن يغير الرئيس الأمريكي الحالي بايدن من سياسة سابقه خاصة أنه على الأقل قد أوقف الكثير من الخطوات التي كانت قد اتخذتها الإدارة السابقة، فنحن نأمل خيرا، ونتفاءل بأن تكون هذه الإدارة إلى جانب دول العالم التي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني، ونأمل أن تتعدى الخطوات لتفتح آفاقا جديدة نحو سلام عادل وشامل يحقق للشعب الفلسطيني حقوقه وثوابته بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس. بمناسبة حديثكم عن معارضة الإدارة الأمريكية عبر وزير خارجيتها أنتوني بليكن حول بدء محكمة الجنايات الدولية التحقيق في جرائم الحرب في الأراضي الفلسطينية، كيف ستتعاملون مع هذا الموقف من أقوى دولة في العالم؟ بدأنا التحرك ضد هذا الموقف الأمريكي، وهو موقف منحاز ومتناقض مع السياسة الأمريكية وحتى مع الحزب الديمقراطي الذي يدعي بأنه يسعى نحو حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، فهذا الموقف يتعارض مع حق الإنسان وضد العنف والقتل وضد الاستيطان، ونأمل أن يتغير هذا الموقف الأمريكي، وإذا لم يتغير سنلجأ إلى دول العالم في مجلس الأمن إذا حاولت الإدارة الأمريكية أن تضع قرار "فيطو" على بدء عمل المحكمة الجنائية، ونأمل كذلك من قرار مجلس الأمن أن يعزز قرار المحكمة الجنائية الدولية. بالتعريج على الشأن الداخلي الفلسطيني سعادة السفير، ما هي إمكانية إلغاء الانتخابات الفلسطينية شهر ماي المقبل، خاصة في ظل تزايد النصائح العربية والإقليمية بذلك، تجنبا لسيناريو عدم الفوز بها أو فوز حركة حماس بها؟ في البداية أقول بأنه ليس هناك نصائح من أحد بأن نلغي أو نؤجل الانتخابات، فالانتخابات التشريعية تسير خطواتها بتسارع، والحمد لله بتوفيق وتفاهم بين كل القوى الفلسطينية، والانتخابات القادمة تشكل بالنسبة إلينا منعطفا مهما جدا لتثبيت الحقوق الفلسطينية والدولة الفلسطينية، وأيضا والأهم من ذلك ستشكل بداية لوحدة وطنية وإنهاء الانقسام، كما أنها بالنسبة إلينا مسألة جوهرية وأساسية ولابد من حدوثها إن شاء الله. بالنسبة لحركة فتح، كانت تأمل في الدخول بقائمة موحدة، وهذا لم يتحقق، بل هناك قادة من الحركة يحتمل دخولهم بقوائم مستقلة منهم سلام فياض، ونبيل عمرو وناصر القدوة ومروان البرغوثي، ما هو تعليقكم على ذلك؟ لازالت المفاوضات مستمرة بين الفصائل وبين حركة فتح، هذه الأخيرة أعلنت عن موقف منفتح استعدادا لتحالف وطني، وحتى لو لم يحدث تشكيل تحالف وطني، هناك قرار في حركة فتح بأن تكون الحكومة القادمة حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل القوى السياسية الفلسطينية، وهذا ما نتمناه ونأمله إن شاء الله.