اعترف، صباح الاثنين، عدد كبير من باعة اللحوم البيضاء في قسنطينة بمقاطعة الزبائن لسلعتهم بشكل واسع، ما أدخل الخوف في قلوبهم بكساد سلعتهم، ولحسن حظهم، فإن درجات الحرارة المتدنية خاصة مع تساقط الثلوج والأمطار أنقذته من كارثة، رغم أن غالبيتهم لم يشهروا حتى الأسعار، ولم يجد آخرون من حلّ سوى البيع بسعر الشراء أي ما بين 380 و400 دج للكيلوغرام الواحد، مع ذلك لاحظوا ابتعاد المواطنين عن أماكن بيع الدجاج، وكانت قسنطينة طوال يومين كاملين وهي تحت ضغط دعوات مقاطعة اقتناء اللحوم البيضاء بعبارات مختلفة ولكنها مركزة وانتقلت من منصات الفضاء الأزرق التي صنعت فيها الحدث، إلى مطبوعات صغيرة تم تداولها على أبواب الأسواق والمساحات التجارية الكبرى، وكان الجزائريون قد قاطعوا مرغمين وليسوا مخيّرين اللحوم الحمراء منذ زمن طويل الأسماك مؤخرا التي صارت غير مقدور عليها، ولم يبق أمامهم سوى اللحوم البيضاء ومشتقاتها منذ أن صارت تقدم أنواعا مختلفة للمستهلك من شرائح وأجزاء مقطعة، وضمن مكونات الشواء أيضا. وعندما ارتفع سعر اللحوم البيضاء قفزت كل مشتقاتها بما فيها كبد الدجاج إلى أرقام لم تصلها أبدا وبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج الخمس مئة دينار في بعض الأسواق، وارتفع سعر الشرائح إلى ما يفوق 800 دج بعد أن صارت ملجأ عامة الناس، وصار الظفر بدجاجة دون الألف دينار جزائري ضربا من المستحيل. دعوات مقاطعة اللحوم البيضاء انتقلت إلى المجموعات الفايسبوكية الذائعة الصيت التي تشمل الفئات المثقفة والمدافعة عن المدينة وذات البعد الرياضي والديني والاجتماعي والثقافي، كما تمت متابعة العملية في كل دقيقة وكانت جميعها تبشر بنجاح المبادرة ومنها من تحدثت عن قيام بعض الباعة بالتخلص من سلعتهم بإنزال سعر الكيلوغرام الواحد إلى قرابة 300 دج، حتى لا تفسد سلعته التي بقيت من دون التفات المشترين لمدة يومين، وفي سوق بومزو الشهير بوسط مدينة قسنطينة قام قرابة 50 بالمئة من باعة الدجاج بإغلاق محلاتهم والدخول في عطلة إجبارية إلى أن ينفرج الوضع، ووصف متابعون لدعوات مقاطعة السلع الغالية الثمن، ما حدث مؤخرا مع لحوم الدجاج والأحشاء، بالأنجح منذ أن ظهرت صيحات "خليّها تصدي وخليها تعوم وغيرها"، وأصرّ باعة اللحوم البيضاء على توضيح براءتهم من ارتفاع الأسعار ومن التهم التي توجه إليهم من الزبائن، وقالوا بأنهم وجدوا أنفسهم في أزمة كبيرة وما يشبه حالة الإفلاس، ومن مصلحتهم أن يبيعوه ب200 دج، كما كان الحال عليه منذ شهر فقط. ب. ع