اختلفت آراء مهنيي شعبة اللحوم الحمراء، بشأن قرار استيراد عجول حيّة ولحم طازج، استعدادا لكسر الأسعار خلال شهر رمضان الفضيل. فبينما رأت فئة بأن الإشكال الرئيسي يكمن أساسا في سياسة الدعم الموجهة للموالين، بينما رحب تجار اللحوم والموزعون بالقرار، مؤكدين أن العملية ستخلق منافسة وحركية بين التجار. تتأهب الجزائر لاستيراد 20 ألفًا من عجول التسمين، لغرض تموين السوق باللحوم الحمراء، عشية حلول شهر رمضان الفضيل. والعملية تسمح برفع وتيرة نشاط المذابح والقصّابات، وتوفير لحم طازج للعائلات وبسعر مناسب، وتمكين المواطن من لحوم طازجة بدل المجمدة تعود على استهلاكها خلال شهر رمضان، التي يثار دوما الجدل حول مذاقها وطبيعة ذبحها، وخاصة وأنها قادمة من بلد البرازيل البعيد. وفي الموضوع، يرى رئيس الفدرالية الوطنية للحوم الحمراء، محمد الطاهر رمرم، بأن عملية استيراد عجول حية، ستساهم في كسر أسعار اللحوم الحمراء وتخلق نوعا من المنافسة بين التجار، ولذلك: "نحن نرحب بها". وأشار في تصريح ل " الشروق"، بأن استيراد عجول حية أحسن و"بكثير" من استيراد لحم مذبوح، إذ "لطالما أثارت عملية استيراد لحم طازج أو حتى مجمد الجدل في مجتمعنا، خاصة من الجانب الشرعي، فالجميع يتساءل عن كيفية الذبح، إن كانت وفق الطريقة الإسلامية أم لا". لكن الإشكال في الموضوع، حسب تعبيره، هو في الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ببلادنا، وقال: "منظومة اللحوم الحمراء، معظمها فاسد.. فالكثير يبررون ارتفاع الأسعار بغلاء أثمان أعلاف المواشي، والسؤال عندما كان قنطار النخالة ب 1500 دج فهل أكلنا لحما منخفض السّعر في الجزائر… استحالة؟؟". وبالتالي، فالخلل يكمن بالأساس في مربي الماشية والأبقار، وفي سياسة الدعم. وأوضح محدثنا أن كل المنتجات الاستهلاكية، التي تستفيد من سياسة الدعم "تثير الجدل دوما، بالتذبذب الحاصل في أسعارها، من مادة السكر إلى الزيت، إلى السميد والفرينة، وصولا إلى أعلاف المواشي"، ليعطي مثالا بسيطا، بالخبازين، الذين يبيعون حبة حلوى ب 150 دج، في وقت يشترون الفرينة المدعمة.. "وهذا غير معقول"، على حد قوله. كما يرى رمرم بأن تنظيم أسواق تضامنية خلال شهر رمضان "ربما يحل مشكلة الأسعار لشهر واحد فقط، ولكن بقية الأشهر سيحاول مثلا الجزار استعادة ما يراه خسائر خلال هذا رمضان، فيرفع الأسعار لسنة كاملة". وبالتالي، يرى أن إشكالية أسعار اللحوم الحمراء، لابد من أن تناقش من مصدرها. وعلى خلافه، رحّب رئيس اللجنة الوطنية لموزعي اللحوم الحمراء المنضوية تحت لواء جمعية التجار والحرفيين الجزائريين، خيّر مروان، بأن مُقترح استيراد عجول حيّة، كان من ضمن مطالب جمعيّتهم، وهو ما جعلهم يُرحّبون بقرار رئيس الحكومة. وحسب مُحدثنا، فخبرتهم في الميدان، جعلتهم متأكدين من أن كسر أسعار اللحوم وخلق منافسة بين التجار، لن يكون إلا باستئناف عمليات استيراد اللحوم سواء كانت عجولا حية أم مذبوحة. ومن منافع استيراد العدول الحية، أنها تساهم في توفير مهن للعديد من الشعب.. الراعي والناقل والجزار والقصابات، موضحا: "العجول المستوردة، ستحتاج إلى عملية نقل ثم رعاية فذبح وسلخ، وبعدها بيع الأحشاء، ثم نقل لحومها إلى الجزارات والمستهلكين.. وبالتالي، سيستفيد الجميع". تهريب القمح في أكياس علف الحيوانات تمكنت مصالح الدرك الوطني بولاية بولاية برج بوعريريج من حجز 100 قنطار من القمح اللين على متن شاحنة، كانت معبأة في أكياس لعلف الحيوانات من أجل التمويه. تفاصيل القضية تعود إلى يوم 20 مارس الفارط، حيث تلقت مصالح الدرك الوطني ببلدية الياشير معلومات تفيد بمرور شاحنة تنقل القمح اللين، حيث يقوم صاحبه ببيعه على أساس أنه أعلاف حيوانات، وتم التنقل إلى مكان المحل، أين تم العثور على شاحنة مركونة أمامه، وبمجرد تفتيشها عثرت عناصر الدرك الوطني على 200 كيس من القمح المكسر معبأة داخل أكياس أعلاف الحيوانات، وتبين بمجرد مباشرة التحقيق أنه لا يمتلك أي وثيقة لممارسة هذا النشاط التجاري، وأنه قام باقتناء أكياس القمح اللين من مدينة سكيكدة، وقامت عناصر الدرك الوطني بحجز كمية القمح وتسليمها لمصالح أملاك الدولة ببلدية مجانة، كما تم تقديم ملف المتهم إلى العدالة لتورطه في جنحة بيع مادة أولية موجهة للتحويل على حالتها الأصلية، انعدام الفوترة، الغش في مواد صالحة لتغذية الحيوان.