أجمع بعض أدباء الطفل المشاركين في جلسات مهرجان الشارقة القرائي الذي انطلقت فعالياته الثلاثاء، بأن الكتابة للطفل تحتاج الى معايير دقيقة تتطلب الاستماع الى أرائه ومتطلباته ومراعاة سنه حتى يكون الانتاج ابداعي، يستقطب الطفل ويجذبه الى جانب الابتعاد عن التحكم في خيال الطفل واهتماماته حتى لا يكون بعيدا عن الابداع . وقالت الكاتبة الاماراتية ذكرى لعيبي في مداخلة تقييمية حول كيفية تعزيز ثقافة الطفل وعرض تجربتها الذاتية، "ان الكتابة للطفل تحتاج الى معايير مهمة منها ان يكون لكل مرحلة عمرية للطفل ما يناسبه من القصص، فليست القصص المخصصة للأطفال بعمر 4 على سبيل المثال يمكن ان تناسب الأعمار 6". وحرصت لعيبي في مداخلتها على ضرورة أن لا تقتصر القراءة أو التعليم على مجرد المتعة ، والعمل على جعل محتوى القصص وأدب الطفل يصب في سبيل تحقيق بناء وأهداف تربوية تعليمية طويلة الاجل، وهذا يقوم اساسا على مراعاة الفوارق بين طفل اليوم والأمس . وحثت لعيبي الأدباب المهتمين بالكتابة للطفل على ضرورة مراعاة نفسيته ومنظومة القيم ككل، الممتدة الى دراسة العادات والتقاليد والموروث الثقافي للمجتمع الذي يتواجد فيه الطفل ويتأثر بها يوميا. وحول العلاقة بين الناشر والكاتب قالت لعيبي "انه يتعين ان تكون هناك رؤية محددة للكتابة لتكون محلاً للاختيار منها: "ان تغذي في الطفل قيماً اصيلة لا دخيلة". داعية الى تشديد الرقابة على مطبوعات الاطفال، خلافا لما هو موجود حاليان حيث لا يتم مراقبة كتب الأطفال التي تحتوي بعضها على مضامين تؤثر على بناء وتربية الطفل. من جانبه قال الباحث محمد الهاشمي مدير مؤسسة "اقرئي" المتخصصة في تعليم الأطفال، أن الوسائل الاتصالية والتقنيات الحديثة ساهمت في التقليل من القراءة ليس عند الطفل فقط، وانما لدى شريحة واسعة من المجتمع ، مشيرا الى أن التشجيع على القراءة يحتاج الى اعداد دراسات وأبحاث جديدة، يمكنها أن تجد اساليب في تحبيب المطالعة لدى الأطفال. ودعا الهاشمي في ختام الجلسة الى اهمية ان يكون هناك تعاون بين جهات داعمة وبين الناشرين، لتأمين تقديم كتب بأسعار معقولة في السوق وتكون في متناول الأطفال جميعا. وعرج المتحدث الى الصعوبات التي تواجه الناشر ولخصها تحديدا في ارتفاع تكاليف الطباعة والتسويق والتوزيع وبالمقابل ضعف الاقبال على كتاب الطفل ن داعيا الى اعادة النظر في دعم الجهات الإمارتية و العربية لكتاب الطفل .