انتخب البرلمان الكوبي راؤول كاسترو القائد العام للقوات المسلحة الكوبية رئيسا جديدا للبلاد خلفا لشقيقه فيدال كاسترو الذي اضطره المرض إلى وضع حد لحياته السياسية بعد قرابة نصف قرن قضاه على كرسي الرئاسة في كوبا·ولم يكن انتخاب راؤول كاسترو بالأمر المفاجئ بحكم المكانة التي كان يشغلها في عهد الرئيس فيدال والتي جعلته المرشح الأكثر تأهيلا لخلافة شقيقه، وكان طيلة نصف قرن ظله وساعده الأيمن منذ الإطاحة بنظام الديكتاتور باتيستا سنة 1959 واعتمد عليه في كل أمر يتعلق بتسيير شؤون الدولة الكوبية· للاشارة فإن راؤول شغل منصب قائد القوات المسلحة منذ فيفري 1959 ثم عين نائبا لرئيس الوزراء في سنوات 1972 الى غاية 1976 كما تولى منصب النائب الاول لرئيس مجلس الدولة منذ 1981 والى غاية سنة 1993 · وتولى راؤول رئاسة الحكومة الانتقالية لمدة 19 شهرا على اثر المشاكل الصحية التي تعرض لها الرئيس السابق فيدال كاسترو والتي اضطرته الى الابتعاد نهائيا عن المشهد السياسي في كوبا وهو في سن الحادية والثمانيين· وقال راؤول في أول خطاب بعد انتخابه من طرف اعضاء البرلمان انه سيحمل مسؤولية خلافة شقيقه فيدال على رأس الدولة لكنه مستمر في استشارته في القرارات الكبرى، وأضاف "وحده الحزب الشيوعي يستحق أن يرث الثقة التي منحها إياها زعيمه كاسترو" · وأعلن بالمناسبة رفع بعض القيود عن الاقتصاد الكوبي والتي شكلت عائقا في مسار التنمية وعمل الكوبيين دون أن يعطي اية توضيحات اخرى ولكنه أكد أن أفكار شقيقه ستظل توجه الأمة الكوبية· وفور توليه مقاليد السلطة قرر الرئيس الجديد لكوبا تعيين الجنرال خوليو كاساس ريجبيرو الرجل الثاني في وزارة الدفاع وزيرا على رأس هذه الأخيرة وهو الذي كان يشغل منصب المساعد الأول السابق لوزير القوات المسلحة الثورية· وفي أول رد فعل اعتبرت الولاياتالمتحدة تولي راؤول كاسترو الرئاسة في كوبا يفتح المجال امام احداث التغيير· وقال توم شانون مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية مكلف بأمريكا اللاتينية أن هناك امكانية للتغيير في كوبا، ولكن هذا التغيير يجب أن يأتي من الداخل·