تركت الضحية حنان سنوسي، المقتولة على يد جارها المحكوم عليه الأسبوع الفارط بالإعدام، بسبب رفضها الارتباط به، رسالة خطية جد مؤثرة كتبتها على كراسها ليلة وقوع الجريمة، ذكرت فيها بالتفصيل، ما سيحدث معها وتنبأت بموتها عاجلا من شدة الضغط الرهيب الذي سببه لها الجاني الذي كان يضايقها، وسبق له ان هددها بالتصفية الجسدية، وروت فيها ما سببه موتها من حزن عميق لدى عائلتها، لكنها ظهرت في آخر الرسالة راضية بقضاء الله وقدره. تحصلت "الشروق" حصريا على نسخة من الرسالة التي تركتها حنان، صاحبة 21 ربيعا وهي طالبة جامعية في السنة الثالثة بيولوجيا بجامعة وهران، والتي قتلت بطريقة مأساوية على يد جارها بالقرب من بيتها العائلي، تضمنت كلاما حزينا جمع ما بين الشعر والنثر وبأسلوب راق على شكل خاطرة حزينة ومؤثرة، تلمس فيها من أول كلمة تقرؤها وكأن صاحبتها كانت تعلم بأنها ستلقى ربها قريبا، وروت فيها الحزن الذي يتملكها وهي على مقربة من انتقالها لجوار ربها في وقت لا تريده لكونها لا تزال شابة يافعة وينتظرها مستقبل مشرق، وتأمل أن تنهي دراستها وتلتحق بعالم الشغل وممارسة مهنتها كبيولوجية، وتقول "تحملني دموعي على ورق من حنين من بيتي إلى مكان لم أكن أهواه". والغريب في الرسالة التي تركتها حنان، أنها ذكرت فيها ظروف دفنها وتقول "يكسوني بياض اللباس ويغطيني المسك والحناء تسيل أمطار ويلمع برق وتعصف ريح الفراق"، وهي الظروف الحقيقية التي رافقت دفنها وأنها كانت ترتدي كفنا أبيض مرشوشا بالمسك والحناء التي غالبا ما تستعمل في تغسيل الموتى، لكن العجيب هو ذكرها للبرق والأمطار التي حدثت يوم دفنها حسب ما رواه والدها عمي عبدالقادر "للشروق" . يكسوني بياض اللباس ويغطيني المسك والحناء، تسيل أمطار ويلمع برق وتعصف ريح الفراق الضحية حنان، كتبت أيضا في الرسالة "أجد نفسي بين جدران التراب زفّتني أمي كما تزفّ العروس في الليلة السمراء، تبكيني على الذهاب وعدم اللقاء، تقبّل فستاني الأبيض حزينة وأبي يتبعها ويطلب الرجاء"، وهنا يذكر والدها أن زوجته هي من غسلت حنان، في حالة جد متقدمة من التأثر والحزن العميق وألبستها كفنها الأبيض، وكان هو يرجو رؤيتها في كل مرة لدرجة منعه من شدة تأثره. المرحومة ختمت كلامها ب"أنا العروس أرى من حولي ولكني للأسف صمّاء يتبعني فراق". المرحومة عبّرت عن أسفها وحزنها على فراق أشقائها وأفراد عائلتها الذين كانت تحبهم كثيرا، وشبّهت نفسها بالعروس التي ترى كل من حولها لكن ليس بمقدورها الرد عليهم قائلة "أنا كالعروس أرى من حولي ولكني للأسف صمّاء يتعبني فراق من جعلتهم من بعدي أشقاء" . وختمت حنان قولها برضاها بما سيحدث معها متقبلة قضاءها وقدرها من منطلق أنها مؤمنة صبورة وشريفة عفيفة، خاتمة قولها "ولكن ما ذنبي أنا إن كانت هذه لعبة القدر والقضاء".