دق البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام"، ناقوس الخطر، محذرا من تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات عند أطفال المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 سنة، ويقيمون في المدن الساحلية والعاصمة على وجه الخصوص؛ إذ أثبتت دراسة ميدانية أن 11,5 بالمئة منهم يتعاطون المخدرات، ما يجعلهم عرضة للانحراف في سن مبكرة. ووصف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مراكز العلاج من الإدمان في الجزائر ب"غير المؤهلة"، لافتقادها الخبرة اللازمة في التعامل مع هذه الشريحة الحساسة، ف"المدمن يدخل المركز صباحا ويتلقى علاجا نفسيا لساعات معدودات، ثم يغادره نحو بيته وإلى نفس المحيط الذي أدخله عالم الإدمان، ومع بقاء نفس العوامل يعود تدريجيا إلى تعاطي المخدرات مرة ثانية"، مضيفا أن طبيعة العلاج المقدمة داخل هذه المراكز "غير كافية"، ويُقدّر عددها ب15 مركزاً في الجزائر، بعضها تمَّ إنجازُه، وأخرى في طور الإنجاز، فآخر مركز تم افتتاحه في ولاية أدرار منذ شهرين فقط، لكون المدمن بحاجة إلى فضاءات مغلقة وعزلة تامة عن مجتمعه، ومحيطه الذي أدخله عالم الإدمان، زيادة على ضرورة المتابعة النفسية على يد أطباء ومختصين نفسانيين أكْفاء، يملكون الخبرة في طرق تقوية إرادتهم وانتشالهم من عالم الإدمان. وأشار البروفيسور خياطي إلى غياب مراكز للتكفُّل بالمدمنين بالعاصمة، مما يقتضي خضوعَهم لعلاج مكثف داخل المستشفيات، مواصلاً أنه يستحيل على المدمن أن يتخلص من استهلاكه للمخدرات بكافة أنواعها "كيف معالج"، والأدوية أي الحبوب المهلوسة، والمخدرات الصلبة كالهيروين والكوكايين بمفرده، فالعلاج ضروري حتى بعد مغادرته للمستشفى، ويبقى دائما بحاجة إلى إعانة خارجية من الجمعيات الفعالة في المجتمع، وأقاربه، وأصدقائه، وأئمة المساجد، لإعادة هيكلة شخصيته وتحفيز إرادته ومساعدته على الاندماج في المجتمع واحتوائه، كي لا يرجع مجددا إلى بؤرة الإدمان.