حذرت حركة النهضة من مخاطر تهدد الأمن القومي للجزائر، على خلفية انتشار مظاهر الفساد، والعجز عن معالجة التوترات الاجتماعية وعلى رأسها ما يحصل بقطاع الصحة، وظهور بوادر فتنة دينية وعرقية في البلاد، فضلا عن استمرار الرهان على النفط وعدم الانخراط في منظومة الاقتصاد المبني على الاستثمار المنتج. وذكرت النهضة على لسان أمينها العام فاتح ربيعي لدى إشرافه الجمعة على اللقاء الوطني لرؤساء المكاتب الولائية، أن "على القائمين على شأن الجزائر أن يدركوا بأن أمننا القومي مهدد بسوسة وباء زرع الأقليات الشيعية والمسيحية مثلما هي حدودنا مهددة، ولا يكون في نظرنا مواجهة هذه الظاهرة إلا بفتح مجال الدعوة وتمكين العلماء من أداء واجبهم داخل المجتمع". وأضاف أمين عام النهضة "ينبغي أن ينتبه القائمون على شأن الجزائر ويدركوا بأن أمننا القومي مهدد بسوسة وباء زرع الأقليات الشيعية والمسيحية مثلما هي حدودنا مهددة". وحذر ربيعي من "خطر اعتماد الجزائر على الريع البترولي، وعدم قدرتها على استغلال الفسحة المالية، لتنويع الاقتصاد الجزائري وإنتاجها خارج المحروقات، وخاصة في مجال الفلاحة والصناعات الصغيرة والمتوسطة". وأشار إلى أن " الفساد وانعدام العدل في توزيع الثروة بين المواطنين ومن ذلك الأجور والسكن والوظيفة وغيرها من أهم أسباب التوترات الاجتماعية في عديد القطاعات الحيوية كالصحة والتعليم". وأعربت النهضة -على ما قاله ربيعي أمام إطارات الحزب- عن أسفها لما آل إليه قطاع الصحة حيث " مستشفياتنا شبه مشلولة بسبب الإضراب دون أن تتحرك الوصاية بجدية لفتح حوار مع المعنيين والوصول الى حلول لمشكلات القطاع، ولو كنا في دولة القانون والمؤسسات فإن مسؤول قطاع الصحة أمام خيارات إما ان يحل المشكلات أو يستقيل أو يقال". وحملت الحكومة المسؤولية كاملة عن مختلف التوترات الاجتماعيةّ، التي "نتوقع أن تزداد في حجمها ووتيرتها خلال السنة الجارية، بسبب انعدام الرؤية الاقتصادية من جهة، وغياب الحوار المسؤول الذي استخلف بقطع الطرقات، فصارت الفوضى طريقا لاكتساب الحقوق، في ظل غياب المسؤولية السياسية بشكل كامل". وتساءلت " أين هو برلمان الأغلبية؟ وأين هي حكومة الأغلبية المفبركة؟ وما موقع مسؤولية رئيس الدولة؟ ومن المسؤول عن إخفاقات الحكومة؟ وما هو سبب الشلل والعجز الذي تعاني منه مختلف المؤسسات التي غابت بمجرد مرض الرئيس، بالرغم من التغني بأن البلاد بخير وأن المؤسسات تشتغل، وأن صحة الرئيس جيدة وسيعود قريبا الى أرض الوطن، وقد دخل على الخط حتى الفرنسيون وبنفس اللغة وكأنهم جزء من المسؤولين عن الجزائر".