يراهن المخرج السوري نجدت أنزور على أن مسلسله الجديد" سقف العالم" الذي يعرض حاليا على ست محطات فضائية عربية القناة الفضائية الليبية الجديدة، انفينتي، قناة " ارتي"، بغدادية وعلى القناة السورية، سيكون بمثابة نقطة تحول باتجاه الدراما الحقيقية التي تمس وجدان الناس ومشاعرهم ، ودورها في التقاط الأحداث، وإعادة صياغتها بشكل درامي لتقديمها على الشاشة . «سقف العالم» مرشح ليكون أول عمل فني حقيقي في سياق الرد على قضية الرسوم المسيئة للرسول ، حيث تم توظيف هذه الاخيرة ا ضمن دراما حية ، تنطوي على مضمون قوي جداً سيثير الجدل ويقف عنده المشاهد ويثير نقاشا حوله و هو ذلك المطلوب من الدراما حسب أنزور الذي تناول أكثر من وجهة نظر في مسألة الرد على الرسوم المسيئة للرسول الكريم . فالمخرج أخذ على عاتقه مهمة إسقاط تهمة الإرهاب عن العرب والمسلمين. و بالنسبة إليه فان «سقف العالم» يواجه الدانماركيين في عقر دارهم. مستوحيا قصته من الاحتجاج والضجة اللذين رافقا نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للإسلام في صحيفة «جيلاندس بوستن» الدانماركية و يروي العمل في ثلاثين حلقة حكاية ابن فضلان التي ستكون موضوع رسالة دراسات عليا للشابة «نارة» دور سلاف فواخرجي في الدانمارك التي تشهد قضية الرسوم المسيئة للرسول الكريم وتقود رداً حضارياً هناك للرد على تلك التطاولات ، احمد ابن فضلان الذي «يوفده الخليفة المقتدر ضمن سفارة إلى بلاد الصقالبة البلغار.. وفي طريقه إلى هناك تمر قافلته بمستعمرة لرجال الشمال الذين يرغمونه على مرافقتهم بناء على أوامر عرافتهم، في رحلة إنقاذ إلى بلاد الدانمرك، حيث يعيش مع الشماليين ويخوض معاركهم ضد الفاندالز "آكلة لحوم الموتى". و لقد سبق لأنزور أن صرح لأحدى وسائل الإعلام العربية أنه في العمل الدرامي ركز في كيفية الرد على قضية الاساءة بشكل حضاري بعيداً عن الغوغائية والارتجال. بشكل يحمل فيه هذا الرد فكرة ومبادرة للحوار بين المسلمين وبين الغرب. حوار مبني على أسس تاريخية تكشف عن تاريخ الإسلام وكيف وصل في يوم من الأيام إلى سقف العالم في العلم والطب والثقافة والمعرفة. و مع ذلك يحتمل مخرج "سقف العالم" الذي كلف حوالي مليون و نصف من الدولارات، ردود أفعال محطات التلفزيون كون المسلسل أطلق النار بقوة على إسرائيل والغرب، في إدانة مباشرة مدعمة بوقائع وحقائق وأسماء و هو ما سيثير الجدل بحسب رأيه ومن الممكن أن يدفع ذلك المحطات ، إلى توقيف بث المسلسل . رغم أن أنزور اكد عدم تعرضه لأية رقابة خلال تصوير العمل الدرامي و إنتاجه فرصة لن يجدها في أي بلد عربي آخر بل حظي بتسهيلات كبيرة كما يحتمل توزيع العمل على أربع دول هي اندونيسيا وماليزيا وتركيا وإيران، فضلاً عن أن جميع حلقات المسلسل مترجمة للغة الإنكليزية عند عرضها ومن الممكن بعد رمضان، وتوزيعه على المحطات الأوروبية. فاطمة بارودي/ الوكالات