قرر الرئيس محمد مرسي أنه لا بديل عن الشرعية الدستورية والتمسك بها، مع ترك أبواب الحوار مفتوحة، حول تفعيل مبادرة القوى السياسية، بتغيير الحكومة وتشكيل حكومة ائتلافية وتشكيل لجنة مستقلة متوازنة لإعداد المواد الدستورية لتعديلها وتقدم للبرلمان المقبل، ومناشدة المحكمة الدستورية الانتهاء من قانون الانتخابات البرلمانية ليقره مجلس الشورى ويصدره الرئيس، إضافة إلى تمكين الشباب في المناصب السياسية. وقال مرسي في كلمة، مساء الثلاثاء: «أريد الحفاظ على الجيش الذي بنيناه بعرقنا ودمائنا، وعايز ولادنا يمتلكون إرادتهم ولن أسمح لأحد يسيء للجيش المصري، والأعادي يريدون الإساءة للجيش، وحافظوا على الجيش لأن ده خدنا وقت طويل لكي يكون بهذا الشكل القوي، وأوعوا تواجهوا وتستخدمون العنف معاه، أوعوا عنف بينكم وبين بعض أو قدام القوات المسلحة أو رجال الداخلية، والشرطة أمن الوطن في رقبتهم واستقراره، وتنفيذ القانون والقضاء على البلطجة، والجيش لحماية الأمن القومي وحدوده، والعنف وإراقة الدم فخ يريدون إيقاعنا فيه، وعلينا الصبر» وأكد الرئيس محمد مرسي أنه متمسك بالشرعية ويقف حاميًا لها وسيدفع حياته ثمنًا لها، وأنه لم يكن حريصًا على كرسي أو راغبًا في سلطة. وأضاف أن الشعب يريد أن ألتزم بالدستور والشرعية، وكنت ومازالت وسأظل متحملًا للمسؤولية، ودماء المصريين غالية وأقف ضد من يحاول بأي شكل إراقة الدماء أو يرتكب عنفًا، مضيفًا: «رسالتي إليكم جميعًا متمسك بالشرعية وأقف حاميًا لها، وإلى المؤيدين من كل التيارات الذين يحبون الديمقراطية وتقدم الاقتصاد والقضاء على الفساد، حافظوا على مصر والثورة عليها كلكم التي تعبنا فيها منذ سنتين ونصف، وأوعوا تضيع منكم، والتحدي كبير، وإزاي نحافظ على الثورة، ومتضعش، ثورة يناير والحفاظ على الشرعية وتحقيق أهداف الثورة ثمنها حياتي كلها، أريد الحفاظ على الأطفال والبنات والأمهات والرجال». وتابع: «32 عائلة سيطروا على البلد، ومازلنا نحمل أوزارهم ويعوق ما نحلم به، وشباب مصر لهم حقوق كثيرة والفساد والتحديات كثيرة، وإن المشاكل الاقتصادية وتحرك الفاسدين في كل اتجاه، وبنحاربه ولكن حجم التحدي كبير، وبرعاية المصريين لن يعود هؤلاء المفسدون، والمشاكل وبسبب التحديات وتقصيري لم أنجح في حل بعض المشاكل». واستطرد: «قمنا بصياغة دستور عظيم، واستفتي الشعب عليه في 25 ديسمبر وأقر بأغلبية متوازنة، ثلثا الشعب المصري خرج لتأييد الدستور، وأصبح لدينا رئيس منتخب ودستور بإرادة الأمة، وهذه الشرعية هي الوحيدة التي تضمن لنا جميعًا إذا احترمناها لن يكون بيننا اقتتال أو اعتراك أو أي نوع من أنواع العنف، هناك من يستغل غضب الشباب المشروع في ظل الشرعية والديمقراطية، وقوى الإجرام القديم برموزهم لا يريدون الديمقراطية، والشعب لن يقبلهم لأنهم اتعودوا على التزوير وتهميش الشعب ومص دم الناس، هؤلاء يستغلون غضب الشباب المشروع وبعض أبناء مصر الكرام الذي يشعرون بمشاكل اقتصادية لمصر الفلول يقومون بالعنف والشغب». وقال الرئيس محمد مرسي: «بذلت جهدًا كبيرًا خلال العام الماضي، واعترفت بتقصيري في بعض الأمور، وتحركت في كل الميادين لكي ننهض ونقف، لأن النظام السابق أجرم في حق مصر». وأضاف: «أريد أن تمتلك مصر إرادتها فلا يملي عليها أحد إرادتها ولا تسيرها قوة رغمًا عنها أي كانت مصدرها، وأصر على ذلك، ويجب أن نمتلك غذاءنا وسلاحنا ودواءنا، والأمر يحتاج إلى جهد وتكامل ووقت، وتحديات الماضي ظلت موجودة بنسب كبيرة، بقايا النظام السابق والدولة العميقة والفساد والإصرار على بقائه والوضع الاقتصادي الذي ورثناه والديمقراطية الجديدة، وبعض الدول في العالم لا يريدون امتلاك مصر إرادتها، ثورة المصريين ليست ثورة جياع بل امتلاك الإرادة، وثورة الحرية ودولة القانون والعدل والعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة بجد» وقال الرئيس محمد مرسي، إن الانتخابات الرئاسية كانت نزيهة شهد بها العالم، والمصريون أعلنوا بوضوح أنهم اختاروا رئيسًا بطريقة حرة، وأعلنوا طريق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. وأضاف: «29 يونيو 2012 خرجت في ميدان التحرير، وبايعت الشعب على أن أصون الوطن، وأعمل بكل طاقتي ليل نهار، لكي يستقر الوطن وينمو وأقسمت أمامكم وأمام الله في 29 يونيو، ورأيت في عيون الجميع بمصر رضا وقبولًا وفرحة بعرس الديمقراطية، والسبت 30 يونيو أقسمت في المحكمة الدستورية وجامعة القاهرة والهايكستب، والقوات المسلحة توجت جهدها العظيم وسلمت السلطة لرئيس مدني منتخب في التاريخ المصري». وتابع: «أيها الشعب المصري العظيم، يا صاحب ثورة 25 يناير، أخاطبكم وأنا أعرف وأرى وأنتم تنتظرون كلمة بتوضيح الموقف، ولتعرفوا بلادنا فيه إيه». وأكمل: «قبل الثورة كان فيه فساد وتزوير الانتخابات وظلم وعدوان على الإنسان وكرامته، وتأخرت مصر كثيرًا بسبب النظام السابق، الذي أجرم في هذا الوطن، قمنا بثورة عظيمة وسلمية، وبها شهداء دمهم غالٍ علينا ولم تكن ثورة دموية.. وأعمل ليل نهار حتى يستقر الوطن».