قادة بن عمارbr مرة أخرى يتأكد لنا أن المعارضة السياسية في البلاد (أو حتى المساندة) أصبحت في ذمة النسيان، وسقطت من أجندة المشهد الوطني، وأنه لا فائدة من طول الأمل والحرص على وجودها بالقول أنها مكمّمة الفم، مقيّدة الحركة حينا، أو أنها تقاوم سياسية الأمر الواقع في غرفة إنعاشها حينا آخر، بل لابد من الاعتراف أنه حان الوقت للتكبير أربع مرات وتلقّي العزاء في هذه المعارضة المفقودة ! وسبب هذا الكلام، هو الجمود غير المبرر الذي أصاب الساحة السياسية منذ زمن ليس بالقصير إلى درجة أن الواحد منا عاد يشكك في وجودها أصلا، وإلا كيف نفسر توالي الأحداث التي يصنعها السرّاق والمجرمون ويختفي عنها السياسيون والنواب والمناضلون؟...ثم نكتشف أيضا أن من هم داخل التحالف ومن هم خارجه " تحالفوا" على الصمت (الذي لا علاقة له بالحكمة !) وقرّروا التحرك وفقا لأجندة مجهولة وعبثية، حتى أن أحداث العنف الأخيرة لم تحرّكهم إلا بطلب رسمي ومن أعلى الجهات، فأصبحوا يمارسون المساندة الطوعية داخل قاعات الرياضة، وبتجنيد الشباب والمراهقين في الحافلات، وبإرسال البيانات إلى قاعة التحرير في اليتيمة وجمع الأهل والأحباب حول شاشتها لسماع مقدّم الأخبار وهو يتلو قائمة المساندين لفخامته مستنكرا تقليص حجم بيانه المهم إلى بضع كلمات تقتصر على ذكر الاسم والتنظيم ! إن الأحزاب بضعفها أسابيع قليلة قبل موعد المحليات، أضافت مبرّرا جديدا يستند إليه وزير الداخلية، ومن ورائه السلطة الفعلية، في مسعاه لتنقية الساحة السياسية من (حزيبات مجهرية) ترى في قبول ملف اعتمادها من مصالح زرهوني ضوءا أخضر للحصول على حصتها من ريع الصندوق، كما أن الأحداث الأمنية الأخيرة زادت من التشكيك في قدرات الأحزاب السياسية على الصمود، فكان أن تراجع بيان الحيتان الثلاثة في المعارضة " آيت أحمد، مهري وحمروش" إلى الدرجة الثانية من الأحداث رغم السند "المفاجئ وغير المتوقع" الذي تلقاه البيان من الإعلام الرسمي على غير العادة، كما بيّنت الأحداث أيضا أن الأحزاب تمارس فقط نضالا سلبيا وعقيما على وزن" نشجب ونستنكر" ويقابله على نفس النغمة "نؤيد ونساند"...دون مبررات ولا تحاليل ولا فلسفة زائدة ! وقد تستعمل هذه الأحزاب المصابة بالشلل عديد المبررات لتحسين شكلها وموقفها، مثل القول أن الشهور الأخيرة كانت "عطلة صيفية"، وأنّنا اليوم في رمضان، وبالتالي لا داع لممارسة السياسة لأنها من الموبقات، أو أن الله يصفّد الشياطين...والسياسيين أيضا في هذا الشهر المبارك ! لكن ذلك غير صحيح لأننا نرى حراكا سياسيا كبيرا في بلدان مجاورة ولا تفوقنا ديموقراطية، كما أن جميع المؤشرات تبين ما قلناه سابقا عن فقدان الأحزاب لهويتها، واستمرارها صائمة على الفعل السياسي الايجابي والمغير، وبالمختصر المفيد، فهي للسلطة صامت وعلى الانتخابات أفطرت ! المقال في صفحة الجريدة pdf