أفادت يومية لومند الفرنسية استنادا إلى مصادر أمنية ان التنظيم المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" خطط لاختطاف فرنسيان بالجزائر، الأمر الذي جعل الرعيتين يغادران الجزائر الثلاثاء الماضي، بصفة إستعجالية، نحو باريس. وحسب ما نقلته أمس وكالة الأنباء الفرنسية، وكذا "لوموند"، فإن مصالح الإستخبارات الفرنسية، أبلغت قبل نحو عشرة أيام، نظيرتها الجزائرية، بمعلومات تفيد بتخطيط التنظيم المسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"(الجماعة السلفية للدعوة والقتال)، لإختطاف رعيتين فرنسيتين في الجزائر، يشتغلان بمطار هواري بومدين الدولي. وإستنادا لما نقلته نفس المصادر الفرنسية، فإن الرعيتين المهددتين بالإختطاف، تشتغلان وفق عقد عمل لصالح شركة مطارات باريس على مستوى مطار هواري بومدين الدولي، وتبعا للخطر الذي تربصهما، قالت "لوموند" أن الفرنسيين تم ترحيلهما على جناح السرعة بإتجاه بلادهم فرنسا، بعد تأكد جدية تهديدات "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وحسب ذات الخبر، فإن أجهزة الأمن إستدعت الرعيتين الفرنسيتين قبل مغادرتهما للتراب الجزائري تبعا لتهديدات "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، وأشارت "لوموند" إلى "إصدار أوامر لإتخاذ تدابير أمنية من أجل حماية الجالية الفرنسية بالجزائر، المقدر عددها ب 40 ألف فرنسي". وأكدت شركة مطارات باريس-حسب ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، "سنواصل العمل من أجل زبائننا الجزائريين". ويعمل الفرنسيان اللذان غادرا الجزائر، وفق عقد عمل ضمن شركة مطارات باريس، وكان من المفروض حسب جريدة "لوموند" أن تنتهي مهمتهما في 26 سبتمبر الجاري. الإعلان عن تخطيط "القاعدة" لإختطاف فرنسيين، يأتي موازاة مع الإعتداء بالمتفجرات الذي إستهدف أمس الجمعة بضواحي الأخضرية، موكبا للدرك الوطني كان يرافق عمالا أجانب، حيث أصيب ثلاث رعايا أجانب، وهم فرنسيان وإيطالي بجروح قالت وزارة الداخلية والجماعات المحلية، بأنها لا تشكل خطرا على حياتهم. وجاء الإعلان عن ترحيل فرنسيين من الجزائر بعد التخطيط لإختطافهما من طرف "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، ساعات فقط بعدما دعا المسؤول الثاني في تنظيم "القاعدة"، أيمن الظواهري، في شريط مصور، بث يوم الخميس المنصرم، على الأنترنيت، ونقلته وكالة الأنباء الفرنسية، إلى "تطهير مغرب الإسلام من أبناء فرنسا وإسبانيا"، قائلا "ولن تتمكنوا من ذلك إلا بتطهير مغرب الإسلام من أبناء فرنسا وإسبانيا الذين عادوا من جديد، بعد أن بذل أباؤكم وأجدادكم دماءهم رخيصة في سبيل الله ليطردوهم"(..). وتشير الأرقام إلى مقتل نحو 30 فرنسيا بالجزائر على أيدي الجماعات الإرهابية، منذ إندلاع العمل المسلح بها، بداية التسعينيات، وكان تنظيم الجماعة الإسلامية المسلحة(الجيا)، أهم التنظيمات التي إستهدفت الأجانب عموما والفرنسيين خصوصا، من بينهم 7 رهبان، تم إختطافهم ثم إغتيالهم بتبحرين في العام 1996. وأبدى الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، عقب التفجيرين الإنتحاريين بكل من باتنة ودلس، بداية الشهر الجاري، في رسالة تضامن إلى الرئيس بوتفليقة، عن إستعداد فرنسا للتعاون مع الجزائر في محاربة الإرهاب، كما وجهت مؤخرا السلطات الفرنسية، تبعا لتصاعد "تهديدات القاعدة ضد الصليبيين"، تحذيرا إلى رعاياها بالجزائر. ج/لعلامي