وجهت السفارة الأمريكية في دمشق رسالة إلى الجالية الأمريكية في سورية دعت فيها المواطنين الأمريكيين هناك الى اليقظة، وأشارت الرسالة الى إمكانية وقوع أحداث وظروف يمكن ان ينتج عنها ان تغلق السفارة الأمريكية في دمشق خدماتها للجمهور لفترة غير محددة من الزمن. تأتي الرسالة بعد يوم من إغلاق الحكومة السورية المركز الثقافي الأمريكي والمدرسة الأمريكية في دمشق ردا على الغارة التي تقول إن القوات الأميركية نفذتها في مزرعة السكرية القريبة من منطقة البوكمال على الحدود مع العراق وأنها أسفرت عن مقتل مدنيين سوريين. ووجهت سورية رسالة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن تستنكر فيها الهجوم، ومن بين الإجراءات التي اتخذتها دمشق عدم حضور اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية المشتركة الذي كان من المتوقع أن ينعقد في بغداد في 12 نوفمبر المقبل، ولم تعلن الولاياتالمتحدة رسميا بعد مسؤوليتها عن الهجوم لكن وسائل الاعلام تناقلت تصريحات من مصادر أميركية تفيد بأن الهجوم أدى إلى مقتل شخص يدعى ''ابو غادية'' وأنه المسؤول الرئيسي عن تهريب المقاتلين إلى العراق. وقال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن بلاده ''تنتظر توضيحا من الحكومتين العراقية والأميركية لما جرى وإذا لم يكن الرد مقنعا فإن سورية تدرس خيارات تعرف الولاياتالمتحدة أنها مؤلمة''. لكن المعلم استبعد أن تشمل الخيارات الرد العسكري، وقال وزير الخارجية السوري إن دمشق ''لا تنفي وجود خلايا إرهابية وخلايا نائمة فيها على صلة بتسلل مسلحين إلى العراق''، ولكنه قال إن حكومته ''تلقي القبض على تلك الخلايا وستكشف عنها قريبا". وجدد المعلم القول إن سورية ''لا تستطيع ضبط حدودها مع العراق بصورة تامة، مشيرا إلى أن بلاده تقع جغرافيا بين لبنان والعراق حيث أن هناك ''انتشارا للسلفيين في شمال لبنان وانتشارا للقاعدة في شمال العراق''. وقال لا وجود لبلد في العالم يحكم ضبط حدوده، كما أن '' ضبط الحدود يحتاج إلى طرفين.'' ، وقال أيضا إن السوريين عرضوا منذ بضع سنوات على الأمريكيين تعاونا أمنيا ثلاثيا أمريكيا عراقيا سوريا، يتضمن تقديم معدات لمراقبة الحدود، لكن واشنطن انسحبت ولم تقدم تلك المعدات خشية من استخدامها ضد إسرائيل.